وروى الطبراني مرفوعا: " " إن عمار بيوت الله هم أهل الله عز وجل " ".
وفي رواية له أيضا مرفوعا:
" " من ألف المسجد ألفه الله " " وروى الإمام أحمد والحاكم وفي سنده ابن لهيعة مرفوعا:
" جليس المسجد على ثلاثة خصال أخ مستفاد أو كلمة محكمة أو رحمة منتظرة " ". والله تعالى أعلم.
(أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن نأمر النساء بصلاتهن في بيوتهن ونرغبهن في لزوم البيوت، ونبين لهن ما في ذلك وغيره من الفضائل حتى لا يحتجن إلى الخروج بسماع واعظ أجنبي، فإننا مسؤولون عن عيالنا سؤالا خاصا، اللهم إلا أن تكون عجوزا أو قبيحة المنظر لا تشتهى إلا نادرا فالأمر في ذلك سهل، وإذا احتفت الفضائل بمكروهات كان ترك المكروه أولى من اكتساب تلك الفضيلة، ومن تأمل بعين البصيرة ما يقع للنساء من الآفات إذا خرجن للواعظ لم يسمح لامرأته بالخروج إلى مثل ذلك على أن نساء هذا الزمان قد عمهن الجهل حتى صار بعضهن يقلن ليس على الصبيات صلاة، إنما ذلك للعجائز، وبعضهن يقلن إنما تجب الصلاة على من حجت وبعضهن يقلن ليس على نساء الفلاحين صلاة. هذا أمر سمعته أنا منهن مرارا.
ولذلك كان سيدي أحمد الزاهد شيخ السلسلة يخص بوعظه النساء في أكثر أوقاته ويقول: إنهن محبوسات في البيوت ولا يسمعن شيئا من أحكام الشريعة لقلة مخالطتهن للرجال فكان يعقد المجلس لهن ويعلمهن أركان الوضوء والصلاة والصيام والحج وكيفية النية في ذلك، ويعلمهن حقوق الزوج وآداب الجماع وفضل صيام التطوع وما يجرح كمال العبادات وسبقه إلى نحو ذلك أيضا سيدي الشيخ إبراهيم الجعبري المدفون خارج باب النصر بمصر المحروسة فكان يخص النساء بالوعظ ويبين لهن أحكم دينهن رحمه الله. وهذا أمر قد أغفله غالب طلبة العلم الآن فضلا عن العوام، فترى أحدهم يشاهد حليلته وهي جنب ليلا ونهارا لا تغتسل ولا تصلي، ويضاجعها ويقبلها مع ذلك كأنها سيدته، إما تهاونا بالدين أو خوفا أن تقول له هات لي فلوس الحمام، أو قلل عني الجماع ونحو ذلك. وأما فلوس الغسل من الحيض والنفاس والاحتلام فذلك عليها، مع أن ذلك قليل الوقوع
مخ ۶۲