62

عدت الصابرین او شکریزو د لارښود

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين

پوهندوی

إسماعيل بن غازي مرحبا

خپرندوی

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

۱۴۴۰ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض وبيروت

ژانرونه

تصوف
البابُ الأول في معنى الصبر لغة، واشتقاق هذه اللفظة وتصريفها أصل هذه الكلمة هو: المنع والحبس. فالصبر: حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التَّشكّي والتسَخُّط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما. ويقال: صَبَرَ يَصْبرُ صَبْرًا، وصَبَرَ نفسَه؛ قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ﴾ [الكهف: ٢٨]. وقال عنترة: فَصَبَرتُ عارفةً لذلكَ حُرَّةً ... تَرسو إذا نَفْسُ الجبانِ تَطلَّعُ (^١) يَقُول: حَبَسْتُ نَفْسًا عارفةً، وهي نفس حرٍّ يأنف لا نفسُ عبد لا أنَفَةَ له. وقوله: ترسو، أي: تثبت وتسكن، إذا خفّت نفس الجبان واضطربت. ويُقال: صَبَرتُ فلانًا، إذا حَبَسته، وصبَّرتُه -بالتشديد- إذا حمَلته على الصبر. وفي حديث الذي أَمسك رجلًا وقتَلَه آخر: "يُقْتَلُ القاتلُ، ويُصْبَرُ

(^١) البيت في "ديوانه" ص ٨٥. وانظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (١/ ٣٢١)، و"لسان العرب" (٤/ ٤٣٨) و(٩/ ٢٣٩).

1 / 15