181

العدة فی اعراب العمدة

العدة في إعراب العمدة

ایډیټر

مكتب الهدي لتحقيق التراث (أبو عبد الرحمن عادل بن سعد)

خپرندوی

دار الإمام البخاري

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

(بدون تاريخ)

د خپرونکي ځای

الدوحة

ژانرونه

قلت: يريد -والله أعلم- أنّ المؤمنين كلهم رفيق له من جهة أنهم مُصدِّقون له ﷺ مُؤمنون به، ولكن منازلهم على حسب أحوالهم وأعمالهم، فمنهم من خلفه عَمله عن منزلة غيره، ومنهم من قَدّمه عمله، فسأل النبي ﷺ أن يُلحقه بـ "الرفيق الأعلى" منهم، وهو بمعنى "العالي من المنزلة".
وقوله: "ثلاثًا": مصدر؛ لأنه عَدَد "مرّات". و"مرات": جمع "مرة"، و"مرة" مصدر. وقيل: "مرّة" ظرف؛ فيكون "ثلاثًا" ظرف (١).
قولها: "قَضَى": نحبه، أو يكون بمعنى "تُوفي" اللازم.
قال في "الصّحاح": "قضى نحبه" "قضاء"، أي "مات". (٢)
وقال الفرّاء: قوله: ﴿ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ﴾ [يونس: ٧١]، بمعنى: "امضوا إليّ"، كما يُقَال: "قضى فلان" أي: "مات ومضى". (٣)
قال ابنُ الأثير: قال الأزهري: "القضاء" في اللغة على وجوه مرجعها إلى "انقطاع الشيء وتمامه".
ومنه: "القضاء" [المقرون] (٤) بـ "القَدَر".
والمراد بـ "القَدَر": "التقدير"، وب "القضاء": "الخلق"، كقوله تعالى: ﴿فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ﴾ [فصلت: ١٢]، أي: "خلقهن".
و"القضاء والقَدَر" أمْرَان مُتلازمَان لا ينفكّ أحدهما عن الآخر؛ لأنّ أحدهما بمنزلة الأساس، وهو "القَدَر"، والآخر بمنز لة البناء، وهو "القضَاء"، فمَن أراد

(١) انظر: البحر المحيط (٥/ ٤٧٦)، ونتائج الفكر (ص ٣٠٠).
(٢) انظر: الصحاح (٦/ ٢٤٦٣).
(٣) انظر: معاني القرآن للفرّاء (١/ ٤٧٤)، والصحاح (٦/ ٢٤٦٤).
(٤) بالنسخ: "المعروف".

1 / 184