بين البصريين والكوفيين. (١)
قوله: "فمَن استطاع منكم أن يُطيل [غُرّته] (٢) فليفعل": "مَنْ" مبتدأ، شرطية. والخبر في جملة فعل الشرط، وقيل: الخبر في الجواب؛ لأنّ به تتم الفائدة، ورُجح الأوّل بأنّ الضّمير العائد على اسم الشرط في فعل الشرط لازم، ولا يلزم في جوابه، حتى لو قُلت: "مَن يقم زيد أكرمه" وأنت تعيد الهاء على "مَنْ" لَم يجز.
وقال آخرون: الخبر فعل الشرط والجواب.
وقيل: الخبرُ منهما ما كان فيه ضَمير يعود على "مَن". (٣)
و"منكم" يتعلّق بـ "استطاع"، وهي للتبعيض، أو لبيان الجنس. ويحتمل أن يتعلق بحالٍ مِنْ [صلة] (٤) "استطاعَ".
قوله: "أنْ يُطيل [غرته] (٥) ": في محلّ مفعول "يستطيع"، والمراد: "أن يُطيل غُرته وتحجيله". وتقدم القول على "أَنْ" المفتوحة المخفّفة في الحديث الرّابع من أوّل الكتاب.
قَالَ السّهيلي: إذا قُلت: "كرهتُ خروجك" احتمل أن يكون المكروه نفس الخروج أو هيئته، وإن قلت: "كرهتُ أنْ خرجت" كان المكروه نفس الفعل (٦).
= انظر: شرح قطر الندى (ص ١٩٧)، وأوضح المسالك (٢/ ١٧٤)، والنحو المصفَّى (١/ ٦٩٩).
(١) انظر: إرشاد الساري (١/ ٢٢٨).
(٢) بالنسخ: "الغُرة".
(٣) راجع: اللباب في علل البناء والإعراب (٢/ ٦٥، ٦١)، ومغني اللبيب (ص ٦٠٧، ٦٤٨).
(٤) غير واضحة بالأصل. وفي (ب): "جملة".
(٥) بالنسخ: "الغرة".
(٦) انظر: نتائج الفكر (ص ٩٧، ٢٦٧).