Critiquing the Foundations of the Rationalists
نقض أصول العقلانيين
خپرندوی
دار علوم السنة
ژانرونه
فكان من شأن الصحابة أنهم لم يقدموا عقولهم بين يدي الله ورسوله ﷺ بل كان دليل أحدهم إذا استدل إنما هو آية من كتاب الله أو سنة رسوله ﷺ. فهذا أبو سعيد الخدري ﵁ لما سمع بمقالة ابن عباس ﵄ الأولى في الربا – قبل أن يرجع عنها – وهي حديث (إنما الربا في النسيئة) قال أبو سعيد له «أرأيت هذا الذي تقول شيء سمعته من رسول الله ﷺ أو وجدته في كتاب الله ﷿؟» .
فهاتان هما الحجتان الملزمتان للناس عند الصحابة: كتاب من الله أو سنة من رسوله ﷺ مصداقًا لقوله تعالى: (يا أيها الذي آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) وكان أحدهم ﵃ يغضب إذا عورض حديث رسول الله ﷺ بقول غيره من البشر ولو كان من حكماء اليونان! فقد جاء في صحيح مسلم أن عمران بن حصين ﵁ ذكر لأصحابه حديث رسول الله ﷺ أنه قال: «الحياء لا يأتي إلا بخير» فقال أحدهم وهو بشير بن كعب «أنه مكتوب في الحكمة أن منه وقارًا ومنه سكينة» فقال عمران «أحدثك عن رسول الله ﷺ وتحدثني عن صحفك» ! وفي رواية: فغضب عمران حتى احمرتا عيناه وقال «ألا أراني أحدثك عن رسول الله ﷺ وتعارض فيه» قال فأعاد عمران الحديث. قال فأعاد بشير. فغضب عمران قال فمازلنا نقول فيه: إنه منا يا أبا نجيد إنه لا بأس به» (١) قال النووي «وقولهم إنه منا لا بأس به معناه ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة أو غيرها مما يخالف به أهل الاستقامة» .
_________
(١) مسلم بشرح النووي (٢/٧) .
2 / 23