278

Criticism of Companions and Followers in Tafsir

نقد الصحابة والتابعين للتفسير

ژانرونه

وبعد ... فإن من آثار انتقاد الصحابة والتابعين للإسرائيليات كبح جماح النقل عن بني إسرائيل وتتبع أخبارهم ومساءلتهم، فقد ولد شعورًا لدى المتلقين بالحذر من الإسرائيليات.
توجيه الرواية عن أهل الكتاب وسؤالهم:
والمعنيُ بذلك بدرجة أخص من انتقدوا الإسرائيليات وحدثوا بها؛ إذ لا ننكر أن بعض السلف - وبخاصة من التابعين - تسامح في نقل الإسرائيليات إلى درجة التساهل (١)، لكن من نقل عنهم انتقادها وروايتها، فلا بد من حمل روايتهم لها على محامل من أهمها ما يلي:
أولًا: ألاّ تعارض المرويات الإسرائيلية النصوص الشرعية، لأنها إذا كانت كذلك فهي داخلة في عموم قوله ﷺ: «حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» (٢)، أما إذا عارضت النصوص الشرعية ردوها وكذبوها، ومن شواهده:
١ - ما تقدم عن ابن مسعود ﵁ وقوله: «إن كنتم سائليهم لا محالة، فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه».
وسبق تكذيب ابن مسعود لكعب في قوله: إن السموات تدور على منكب

(١) انظر الكلام عن السدي (ص ٤٤١).
(٢) سبق تخريجه (ص ٣٩)

1 / 278