Corrections in Understanding Some Verses
تصويبات في فهم بعض الآيات
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
أخرج أبو داود والترمذي والنسائي وآخرون عن أسلم أبي عمران قال: كنا بالقسطنطينية، وعلى أهل مصر عقبة بن عامر، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد، فخرج صفٌّ عظيمٌ من الروم، فصففنا لهم، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم. فصاح الناس وقالوا: سبحان الله! يلقي بيديه إلى التهلكة.
فقام أبو أيوب الأنصاري -صاحب رسول الله ﷺ فقال: يا أيها الناس: إنكم تتأوَّلون هذه الآية هذا التأويل، وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار. إنا لما أعز الله دينه، وكثُر ناصروه، قال بعضنا لبعضٍ سرًا دون رسول الله ﷺ: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله أعز الإسلام، وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها. فأنزل الله على نبيه يرد علينا: ﴿وَأَنْفِقوا في سَبيلِ اللهِ وَلا تُلْقوا بِأَيْديكُمْ إلى التَهْلُكَة﴾ فكانت التهلكة الإقامة في الأموال، وإصلاحها وترْكنا الغزو. فما زال أبو أيوب غازيًا في سبيل الله حتى توفّاه الله. ودفن بالقسطنطينية.
وأخرج ابن جرير عن حذيفة بن اليمان ﵁ قال: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾: هو ترك النفقة في سبيل الله، مخافة العَيْلَة.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ﵄ في الآية قال: ليس التهلكة أن يُقْتل الرجل في سبيل الله، ولكنها الإمساك عن النفقة في سبيل الله.
وأخرج البيهقي عن الحسن قال: التهلكة هي البخل.
وأخرج ابن جرير عن البراء بن عازب أنه قيل له: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾، هو الرجل يلقى العدو فيقاتل حتى يُقتل؟ قال: لا، ولكن هو الرجل يذنب فيلقي بيديه فيقول: لا يغفر الله لي أبدًا.
1 / 88