Corrections in Understanding Some Verses
تصويبات في فهم بعض الآيات
خپرندوی
دار القلم
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م
د خپرونکي ځای
دمشق
ژانرونه
إننا عندما نمعن النظر في الآية، نستخرج منها عدة دلالات:
١ - طاعة الله مطلقة، لأنه تجب له الطاعة دائمًا، باعتباره لا يأمر إلا بالخير، ولا ينهى إلا عن المنكر والشر، وهو الحكيم العليم الخبير.
٢ - طاعة الرسول ﷺ مطلقة كذلك، لأنه الرسول ﵇، لا يأمر بمعصية، ولا ينهى عن خير، فهو معصوم بعصمة الله له من الذنوب والمعاصي والأخطاء، وقد جعل القرآن طاعة الرسول ﵇ طاعة لله، نقال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾.
٣ - إن طاعة الله وطاعة رسوله مستقلتان، وكلًاّ منهما تكوِّن وحدةً خاصةً، ومجموعةً محددة، فأصبحتا طاعتين وكيانين ومظهرين وحقيقتين، بينهما تداخلٌ واتصالٌ وارتباط، لذلك كرر فعل الأمر فيهما فقال: ﴿أطِيعوا اللهَ وَأَطِيعوا الرَّسول﴾. فتكرار فعل الأمر يوحي بأنهما طاعتان متكاملتان.
٤ - طاعة أولي الأمر في الآية مقيدة وليست مطلقة، ونأخذ هذا التقييد من صياغة الآية: ﴿أَطِيعوا الله وَأَطِيعوا الرسول وَأولي الْأمْرِ مِنْكُمْ﴾،
فقد عطف أولي الأمر على رسول الله ﵇، فكانت طاعتهم مستمدةً من طاعة رسول الله ﵇، ولو كانت طاعتهم مستقلةً مطلقةً عامة لكرر فعل الأمر كما كرره عند الأمر بطاعة رسول الله ﵇.
٥ - أولو الأمر في الآية مخصوصون متميزون بصفاتٍ خاصةٍ، منها:
(أ) هم مطيعون لله ومطيعون لرسوله وهم منفذون لأوامر الله، مطبقون لسنة رسوله ﵇، وهم يستمدون حقهم على الناس في وجوب طاعتهم من طاعتهم هم لرسول الله.
1 / 214