کوپرنيکس، ډاروين او فرويډ: د علم په تاریخ او فلسفه کې انقلابونه
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
ژانرونه
مع ذلك، ثمة فرق بين المركزية المادية والعقلية.
9
يرصد البشر الكون من منظور أرضي من زاوية مادية معينة، يحددها موقع الأرض في مجرة درب التبانة، وقد أدى هذا المنظور الزاوي إلى مفاهيم خاطئة. فوضع الإغريق نظرية مركزية الأرض من خلال الظواهر. لم يتخل كوبرنيكوس عن الارتباط الوثيق بين الظواهر المرصودة والبنى الهندسية، ولكنه كان يرى أن النموذج الشمسي المركز يفسر الظواهر على نحو أفضل، اعتمادا على معقوليته الكبرى. تسبب تغيير كوبرنيكوس للمنظور في أثرين؛ أولهما: أن البشر لم يعودوا في المركز الهندسي للكون على المستوى المادي. الآخر هو أن فرضية مركزية الشمس تتيح للبشر فهما أفضل بكثير للظواهر المرصودة. ويقدم تغيير المنظور للبشر نموذجا للنظام الشمسي أكثر اتساقا. إن التحول الكوبرنيكي يضع المركزية «العقلية» محل المركزية «المادية». ويستطيع البشر من خلال التفكير العقلاني بناء نموذج دقيق للكون. فوجهة نظرهم حيال الكون تعتمد على موقع مادي محدد في الكون. والسبب في مركزية البشر هو الفهم العقلاني للكون، والذي يفوق بكثير ما تسمح لهم عيونهم برؤيته. يقول كبلر متأملا: «البصر يجب أن يتعلم من العقل» (كبلر 1618-1621، الكتاب الأول، الجزء الأول).
تؤكد المشاهدات أن البشر لا يمكثون في مكان متميز هندسيا داخل الكون الشاسع. ولا يوجد أي دليل على أن الأجرام الأخرى في النظام الشمسي صممت بوجه خاص لغرض الحياة البشرية. وبهذا المعنى، أدت الفرضية الكوبرنيكية إلى فقدان المركزية. ومع ذلك، أثبت الكوبرنيكيون أن المركزية المادية ليست ذات أهمية قصوى؛ فالعقل البشري يحلق في سماء أكبر بكثير من حدود مسكنه المادي؛ فما فقده البشر في المركزية الهندسية اكتسبوه في المركزية العقلية؛ فالمعرفة تحل محل الموقع، والعقل يعزز البصر.
يوجد تناظر معين بين كوبرنيكوس وداروين؛ إذ أبعد كوبرنيكوس البشر عن المركز المادي للكون، وأبعد داروين البشر عن ذروة الخليقة. ومؤخرا واجهت هذه الآثار الفلسفية للتحول الكوبرنيكي والثورة الداروينية اعتراضا، فبعض علماء الكونيات الجدد يرفضون ما يسمونه «العقيدة الكوبرنيكية»؛ فمن وجهة نظرهم، تشير هذه العقيدة إلى أنه لا يوجد شيء مميز بشأن البشر وبيئتهم؛ فالأرض واحدة من كواكب عديدة تدور حول جرم شمسي من الحجم المتوسط. والنظام الشمسي نفسه لا يوجد في موقع مركزي في درب التبانة. ومجرة درب التبانة هي مجرد واحدة من مليارات المجرات. ويبدو أن التطور الدارويني يدعم «العقيدة» الكوبرنيكية؛ فالتطور - وفقا لداروين - أنتج فرعا من شجرة تطورية يسميه البشر وطنهم، ولكن التطور منوط بالصدفة. فربما لم يكن ليتسبب في وجود حياة ذكية.
يرى بعض علماء الكونيات أن «المبدأ البشري» ينبغي أن يحل محل العقيدة الكوبرنيكية (انظر القسم 8). في علم الأحياء التطوري، يوضع «التصميم الذكي» ضد الانتقاء الطبيعي لداروين. تسعى سيناريوهات التصميم الذكي إلى إعادة التفكير الغائي إلى علم الأحياء التطوري (الفصل الثاني، القسم 5-4). ويرفض المبدأ البشري الإيحاء بأن الوجود الإنساني ليس مميزا بأي طريقة. فيؤكد المبدأ البشري أن البشر يعيشون في عصر مميز للغاية من التاريخ الكوني. وهو مميز لأنه سمح ب «تطور الحياة الكربونية» (بارو/تبلر 1986، 601). وقبل أن نتناول هذا المبدأ، ثمة عدد من المسائل الفلسفية الأخرى التي تتطلب انتباهنا. (6-2) هل كان كوبرنيكوس واقعيا؟
رأينا سابقا أن كوبرنيكوس لم يكن صاحب ثورة علمية، ولكن من خلال تغييره للمنظور على خلفية بعض الملامح الثابتة، غرس كوبرنيكوس بذور ثورة علمية. كان التحول الكوبرنيكي - الذي هو تغير في المنظور مع بعض المكاسب التفسيرية - خطوة افتتاحية كبيرة مكنت ظهور العلم الحديث. لقد وقف كوبرنيكوس عند بوابة الحداثة.
عندما نفكر في العلم الحديث، تبرز ثلاث سمات:
المشاهدات المنتظمة.
التجربة الخاضعة للسيطرة.
ناپیژندل شوی مخ