150

کوپرنيکس، ډاروين او فرويډ: د علم په تاریخ او فلسفه کې انقلابونه

كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم

ژانرونه

لقد تحدثنا عن القيم التفسيرية للداروينية، وهي تقبع في مقترح بنية توحد العديد من الظواهر التي لم تكن مترابطة حتى هذه الفترة. وكذلك قدمت نظرية داروين أيضا تفسيرا سببيا، في سياق الظروف الضرورية والكافية؛ فمن خلال الطفرات العشوائية والحفاظ على التعديلات المواتية، يمكن تفسير وجود السلالات والقدرة على تكيف الأنواع مع بيئاتها، ولكن تعاود الظهور الآن مسألة الواقعية والذرائعية المتعلقة بهذه الآلية.

كان داروين نفسه حذرا؛ فلم يكن ممكنا اختبار نظرية الانتقاء الطبيعي عن طريق الاستدلال المباشر من الأدلة (داروين 1859، مقدمة المحرر، 15؛ لويد 1983). لم يكن داروين في وضع يمكنه من إثبات أن التطور حدث على نحو قاطع؛ فحاول أن يثبت أن هذا هو التفسير الأنسب الذي يتلاءم مع الحقائق على نحو أفضل من النظريات المنافسة. كان الاستدلال المقبول الوحيد وفق قوة الأدلة المتاحة هو التحدر مع التعديل، ولكن عندما تعلق الأمر بالتفاصيل، لم يتمكن من إظهار كيفية حدوث الطفرات العشوائية، والسبب في تغير بعض الأنواع في حين لم تتغير أنواع أخرى، والمدى الدقيق لعملية الانتقاء الطبيعي. أضاف داروين الانتقاء الجنسي كمبدأ إضافي لتفسير التغير غير التكيفي الظاهر. بل إنه بدأ يتحدث عن وراثة السمات المكتسبة، معتقدا أنه بالغ في التركيز على دور الانتقاء الطبيعي (داروين 1871، الجزء الأول، الفصل الثاني، 81).

في بدايات القرن الحادي والعشرين، زال العديد من الصعوبات الأصلية التي قابلت داروين، كما اتسع نطاق النظرية لتفسير ظواهر متنوعة مثل التكاثر الجنسي واللاجنسي، ومشكلة النسبة بين الجنسين (لماذا توجد أعداد متساوية تقريبا من الذكور والإناث)، والميزة التطورية للإيثار. ويرى علم النفس التطوري نطاقا أكبر للنظرية، لأنه يريد أن يفسر الحقائق الذهنية بالرجوع إلى المبادئ التطورية (انظر الفصل الثالث، القسم 5-2).

كان نموذج الانتقاء الطبيعي في عصر داروين يمتلك «صلاحية تجريبية» وحسب؛ إذ يمكن استخلاص مجموعة نماذج من النظرية، وهذه النماذج تشترك في البنية الأساسية نفسها، وتوجد جميعها في الفضاء المقيد نفسه. تسمح هذه النماذج للاستدلالات الداروينية بمعالجة مشكلات محددة، مثل التوزيع البيولوجي الجغرافي للأنواع وأصنافها. تعطي النماذج نتائج تتفق مع البيانات التجريبية، وتقدم نظرية التطور توافقا جيدا بين نماذجها والبيانات. والنظرية صحيحة من الناحية التجريبية؛ لأن بنياتها الأساسية تقدم تفسيرا معقولا وتنفي التفسيرات المنافسة، ومع ذلك، نريد أكثر من توافق نماذجها مع البيانات التجريبية. ويظهر تاريخ الكوبرنيكية والداروينية أن العلماء كانوا يرغبون في معرفة هل كانت المبادئ الأساسية - البنيات الجبرية - صالحة أم لا. كانوا يطمحون إلى «الصلاحية النظرية». لا بد أن يوجد تمثيل دقيق لبنية النموذج مع بنية المجال التجريبي، ولكن في نهاية القرن التاسع عشر كان من الصعب الادعاء بأن النظرية كانت صحيحة من الناحية النظرية أيضا. فلم يكن قد ترسخ بعد أن الآلية والبنية المخصصتين للبيانات تمثلان أيضا الآلية والبنية المنطبقتين في الطبيعة. تذكر أن آلية داروين الأساسية - الانتقاء الطبيعي - كانت موضع شك؛ فكان مصدر التغاير الوراثي العشوائي والإطار الزمني اللازم لحدوث التطور التدريجي في موضع الشك. ولتحسين القيمة التفسيرية للنظرية، وللانتقال من الصلاحية التجريبية إلى الصلاحية النظرية، يجب أن تتوفر اختبارات مستقلة لكل من فرضيات النموذج (الاستقراء الخارجي، والتدرج، والتغير المتناحي) والآلية المفترضة كشرط سببي كاف. ولحسن الحظ بالنسبة إلى الداروينية، أكدت تقنيات التأريخ الجديدة سريعا أن عمر الأرض مليارات السنين، وقد أتاح اسوداد الجلد الصناعي - تكيف العث في إنجلترا في القرن التاسع عشر مع سواد لحاء الأشجار في المناطق الصناعية الملوثة بشدة - مؤشرات أولية على أن الانتقاء الطبيعي نشط في الطبيعة. واليوم، تعد الطفرات المرصودة لفيروس نقص المناعة المكتسبة - في ظل ظروف مختبرية - من أقوى الأدلة على أن الانتقاء الطبيعي يعمل في الطبيعة (جونز 1999). وللأسف بالنسبة للداروينية، فإن كل افتراضاتها النموذجية تعرضت للتحدي، سواء من قبل أولئك الذين يتبعون النهج الدارويني (جولد 2002؛ كوفمان 2004) أم أولئك الذين رفضوا استنتاجاتها ووصفوها بأنها غير ملائمة (بيهي 1996؛ ديمبسكي 1998). كانت الداروينية - على غرار الكوبرنيكية - في البداية متوافقة مع الذرائعية، وقد قبل التطور كحقيقة طبيعية، ولكن الانتقاء الطبيعي كآلية سببية حصرية وقع تحت سحابة من الشكوك، ومع ذلك، بدأت الداروينية ببطء في التخلص من شراك الذرائعية؛ فقد وفر اندماج علم الوراثة والداروينية وتطور البيولوجيا الجزيئية دفعات إضافية دفعت نظرية التطور نحو تفسير واقعي. (6-9) داروين والثورات العلمية

عندما تقبل وجهات النظر الموجودة في هذا الكتاب عن أصل الأنواع، أو عندما تقبل وجهات النظر المماثلة عموما، يمكننا أن نتوقع على نحو مبهم حدوث ثورة كبيرة في التاريخ الطبيعي. (داروين، «أصل الأنواع» (1859)، 455)

ثمة اتفاق بالإجماع على أن داروين كان سببا في حدوث ثورة كبيرة في العلوم؛ إذ يستوفي داروين معايير الثورية العلمية: «أولا»: غير داروين المنظور؛ فهو لم يفسر الظواهر البيولوجية المرصودة من منظور المصمم الذكي، بل فسرها من منظور مذهب الطبيعانية. وأدى تغيير المنظور إلى تغيرات هائلة في الشبكة المفاهيمية؛ منها رفض التصميم وثبات الأنواع، والتركيز الشديد على تأثير البيئة على مسار الأنواع، وأهمية الطفرات العشوائية والتأثير المفيد للانتقاء التراكمي. ولكي ينظر إليه بوصفه أحدث ثورة، فهناك حاجة إلى ما هو أكثر من مجرد تغيير المنظور، وما يصاحب ذلك من إعادة تنظيم الروابط المفاهيمية في النظرية الكامنة؛ فرغم كل شيء، غير لامارك أيضا المنظور فيما يتعلق بحجة التصميم. يكمن الفرق بين لامارك وداروين في قابلية الآلية الطبيعية المقترحة للاختبار؛ فقد قدم داروين الانتقاء الطبيعي كآلية قابلة للاختبار. «ثانيا»: يجب أن تكون النظرية الجديدة أيضا تفسيرية؛ إذ يجب أن تحل بعض المشكلات المعلقة. وهي تفعل ذلك من خلال تبني أساليب وتقنيات جديدة. بالتأكيد، قدم داروين حلا كافيا للمشكلة الأساسية في عصره: تنوع الأنواع، كما قدمت نظريته أيضا تفسيرا ممتازا للسجل الحفري لأشباه البشر. فشل لامارك في حل هذه المشكلات؛ لأن آليته المقترحة لم تستطع الحصول على مصداقية كبيرة. ربما لا يحصل النموذج الجديد في البداية على ما هو أكثر من الملاءمة التجريبية؛ أي إنه ربما يكون واحدا من بين عدد من التفسيرات النظرية التي يمكن أن تتوافق مع الأدلة، ولكن قابلية الاختبار تتطلب أن تكون بنية النموذج صالحة تجريبيا ونظريا على حد سواء؛ وهذا يعني أن النظرية تتناسب مع الأدلة، وأنها تخطت اختبارات مستقلة لمبادئها، واكتسبت هذه المصداقية عن طريق دحض نموذج منافس. غالبا ما يكون الالتزام بطرق بديلة للتفسير نتيجة لتغير النظرية. استخدم الداروينيون الاستدلالات التاريخية بكثرة، ومارسوا الاستقراء البيكوني، وذلك بمعناه الصحيح كاستقراء إقصائي. ليست الداروينية مثالا جيدا للاستنباطية الافتراضية؛ فليس صحيحا أن جميع العلوم المهمة يجب أن تتقدم عن طريق قابلية الدحض التي أشار إليها بوبر. هل نطلب أن تكون القوة التنبئية عنصرا ضروريا للتغيير الثوري في العلم؟ سيكون هذا أمرا شديد التقييد؛ لأنه سيستبعد ثورة داروين، ولكن ينبغي علينا أن نطلب ملاءمة الحقائق المعروفة بالفعل. يجب أن تلائم النظرية الجديدة بعض الحقائق المعروفة على نحو مستقل، ويجب أن يكون لها بعض النتائج الاستنباطية الجديدة، حتى لو فشلت في وضع تنبؤات دقيقة. استوفت الداروينية معيار الكمال هذا؛ فالملائمة يجب أن تنجح في الحالة التقييدية التي مفادها أن أي نماذج منافسة ستفشل في استيعاب الحقائق المعروفة. «ثالثا»: تظهر نظرية جديدة من خلال عملية تسلسل الاستدلال. بدأ داروين بالتأكيد تسلسل الاستدلال هذا، الذي أدى في نهاية المطاف إلى الداروينية الجديدة، ولكن «رابعا»: لم يحظ المنهج التطوري بعد بالإجماع. كانت تجري مناقشة نماذج أخرى في علم الأحياء في القرن التاسع عشر، هذه النماذج شكلت تطورات موازية (نظام «فلسفة الطبيعة» الألماني لبوفون). ترك تركيز «فلسفة الطبيعة» الألمانية (جوته، أوكن) على الشكل، وليس الوظيفة - «الشكل يصوغ الوظيفة» - أصداء في المناهج البنيوية الحديثة للتطور، وعارض نهج التصميم الذكي النهج الدارويني، وداخل هذا النهج لا يوجد توافق في الآراء حول جميع عناصر القالب المبحثي. ثمة عدد من النماذج المتنافسة، ولكن لا يوجد سوى عدد قليل من البدائل. في البداية، اتفق الجميع على التطور التفرعي وعدم ثبات الأنواع، ولكن الآلية الرئيسية - الانتقاء الطبيعي - إما أنها لم تكن مقبولة تماما أو تم التشكيك في مداها. وبالقرب من مطلع القرن، فضل بعض الداروينيين (هكسلي، دي فريس) «التطور القافز» على تدرج داروين. واليوم يقترح بعض الداروينيين أن يحل مفهوم «التوازن النقطي» محل فكرة التغيرات التدريجية غير المحسوسة (جولد 2002)، كما لم يوجد اتفاق على وحدة الانتقاء الطبيعي. عادة ما يعتبر الداروينيون الكائن الحي هو وحدة الانتقاء، ولكن اقترح المزيد من المرشحين: الجين (دوكينز 1976؛ 1988) وانتقاء الأنواع (جولد 2002؛ انظر ماير 2001). أيضا لا يوجد توافق عام في الآراء بين الداروينيين فيما يتعلق بمدى التكيف. لاحظنا بالفعل أن داروين قبل التغييرات غير التكيفية، خاصة في وجهات نظره حيال الطبيعة البشرية، ولكن كان بعض الداروينيين أكثر ثورية وتصوروا بدائل مثل البنيوية والقيود الداخلية. تقاوم هذه المناهج محاولة الداروينية المتعصبة تفسير أكبر عدد ممكن من الميزات قدر الإمكان؛ فيؤكدون بدلا من ذلك أن التكيفية ينبغي أن تعترف بوجود قيود، في شكل حدود مادية، على قدرة الكائنات على التكيف مع الضغوط البيئية الجديدة؛ فعلى سبيل المثال، ثمة حد مادي يقيد الطول الذي يمكن أن تصل إليه الكائنات الثنائية الأرجل والرباعية الأرجل (انظر جولد (2002) للحصول على لمحة عامة). إذن، لا يوجد عموما اتفاق حتى الآن بشأن تفاصيل النهج الدارويني كما هو الحال مع نموذج النظام الشمسي الكوبرنيكي-النيوتوني.

ليس بالضرورة أن تنجح الثورة من خلال شكل جديد للعلوم العادية، كما ادعى كون، وينبغي أن نلاحظ هذا الاختلاف مع الثورة الكوبرنيكية. وعلى الرغم من أن الداروينية تستوعب عددا من النماذج البديلة في فضاء قيود مشترك، فإنه لا يزال بالإمكان اعتبار عمل داروين ثورة حقيقية في العلم.

ولكن ثورة داروين لا تناسب صورة كون حقا (جرين 1980). لا يوجد كثير من الأدلة في الثورة الداروينية على «تحول جشطالتي» أو انقطاع في التواصل أو حتى فترة من العلم العادي. ركز داروين كثيرا من اهتمامه النقدي على نظرية الخلق الخاص، وبدرجة أقل على تطور لامارك التدريجي. درس داروين النماذج المنافسة بعناية ووجد أنها غير كافية، على أسس تجريبية ونظرية. كان لنموذج داروين خصومه ومؤيدوه، وقد تجادل بعضهم مع بعض، وخاض أصدقاء داروين مناقشات مع منتقدي داروين. ومن جانبهم، تداول المعارضون والمؤيدون إيجابيات النظرية وسلبياتها. وكما هي الحال في تاريخ الكوبرنيكية، ثمة توافق متفاوت بشأن المبادئ الأساسية والتحولات الاستدلالية (شابير 1966، 1989؛ كوهين 1985أ؛ تشن/باركر 2000).

أعاد هذا الفصل بناء تسلسل الاستدلال الذي يؤدي من مرحلة ما قبل الثورة إلى مرحلة ما بعد الثورة. إذا اعتبرنا عناصر النموذج وحدات، ترتبط في بنية من خلال علاقات محددة، يمكننا أن نتصور ممارسة الألعاب مع بنية النموذج. أضف بعض العناصر وارفض البعض الآخر، وانقل عناصر أخرى إلى مواقع مختلفة، وستغير البنية الجبرية والطوبولوجية للنموذج. إذا كنا على استعداد لتخطي قيود الفضاءات المنطقية، يمكننا التوجه للخلف من نموذج مركزية الشمس إلى نموذج مركزية الأرض، من نموذج التطور إلى نموذج التصميم. تؤكد هذه اللعبة المفاهيمية نقطة مفاهيمية: الثورات في العلوم هي أشبه بتحولات في تسلسل الاستدلال منها إلى الهدم وإعادة البناء؛ فتسمح لنا تحولات تسلسل الاستدلال بين فترتي ما قبل الثورة وما بعدها بتتبع التغيرات التي تربط بين القديم والجديد، وتستند التغييرات إلى حجج تؤدي إلى تعديلات في المناهج القديمة. يؤدي هذا الإجراء إلى خطوط قابلة للتتبع تربط بين النظريات والنماذج، وستشتمل هذه العمليات على عمليات إضافة وحذف واستبدال في الشبكة المفاهيمية. وتظهر تحولات تسلسل الاستدلال خطوط استمرارية وانقطاع خلال فترات الثورات العلمية، كما تهتم بإعادة بناء الموقف الإشكالي الراهن، وكذلك تقيم الحلول في ضوء المشكلة المقبولة. (أ) النتائج الفلسفية

ما النتائج الفلسفية للثورة الداروينية؟

ناپیژندل شوی مخ