147

کوپرنيکس، ډاروين او فرويډ: د علم په تاریخ او فلسفه کې انقلابونه

كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم

ژانرونه

17 (فاينرت 2004؛ 2007). ويتضمن هذه النموذج ثلاث سمات رئيسية؛ أولا: يدعي أن العلاقات السببية يمكن أن توجد بين بعض الظروف السابقة وبعض الظروف المترتبة عليها حتى عندما نفتقر إلى آلية سببية قابلة للتتبع، تسمح لنا بالانتقال من السبب إلى النتيجة والعكس. وربما نفتقر أيضا إلى ميزة التتابع المنتظم، حيث يعني التتابع المنتظم وجود قانون طبيعي (انظر الفصل الأول، القسم 6-5، ج). وكما سنرى في الفصل الثالث، يمكن أن تنشأ العلاقات السببية بين الأحداث الاجتماعية في العلوم الاجتماعية، رغم عدم وجود «قوانين» اجتماعية وآليات قابلة للتتبع إلا في بعض الأحيان. وثانيا: يهتم النموذج الشرطي بالظروف السببية الفعلية، التي يحصل عليها في المواقف السببية، لا المواقف المناقضة للواقع. وكما ذكرنا سابقا، فإن السيناريوهات المناقضة للواقع تمثل إسقاطات من الحالات القياسية الشرعية. ويبدو أن العلوم الطبيعية والاجتماعية تهتم في الغالب بالظروف السببية «الفعلية». وثالثا: يرى النموذج الشرطي العلاقات السببية على أنها أسئلة بشأن التبعية «الشرطية» بين الظروف السابقة والتالية.

وفي حالة عدم وجود آلية قابلة للتتبع ووجود تتابع منتظم، ربما نكون قادرين رغم ذلك على تحديد التبعية الشرطية بالتركيز على مجموعة الشروط (الضرورية والكافية) التي تكفي معا لتفسير النتيجة. يمكننا تسمية السبب الشرط السالف (أو السابق) والنتيجة الشرط التالي (أو اللاحق). وسوف نتناول بعض الأمثلة من عالم الفلك وعلم الأحياء، وسيحلل القسم الرابع في الفصل الثالث أمثلة من العالم الاجتماعي. (1) «حركة الكواكب»: سيكون من الصعب علينا أن نصف النموذج الكوبرنيكي بأنه تفسير سببي. لم يقدم كوبرنيكوس نظرية ديناميكية لمدارات الكواكب. ظل النموذج الكوبرنيكي وصفا حركيا حتى قدم نيوتن نظرية ديناميكية لحركة الكواكب. ويمكن إلى حد ما اعتبار هذه النظرية تفسيرا سببيا. فبطريقة ما، تفسر مدارات الكواكب عن طريق الحصول على حاصل ضرب القوتين الموجهتين في قانون نيوتن للقصور الذاتي وقانون الجاذبية. أشار نيوتن إلى أنه في عالم من دون قوى الجاذبية، فإن الكواكب ستتحرك بحركة مستقيمة ثابتة. يجعل تأثير سحب الجاذبية الكواكب تسقط باستمرار نحو الشمس. ويصنع مزيج الحركة المستقيمة والسقوط نحو الشمس المدارات الإهليجية للكواكب، ولكن الجاذبية ليست آلية سببية تسمح لنا بتتبع آثار الجاذبية الشمسية على الكوكب. اعتبر نيوتن الجاذبية قوة، لكنه كان متحيرا بشأن كيفية تأثير الشمس على كوكب بعيد. فسيكون عليها أن «تبسط» تأثيرها لمسافات هائلة في الفضاء الفارغ. وعلى الرغم من أن الجاذبية تفتقر إلى آلية سببية قابلة للتتبع، فإن التأثير المشترك لقانون القصور الذاتي وقانون الجاذبية أفسح المجال أمام تفسير السبب في تحرك الكواكب في مدارات إهليجية حول الشمس (شكل

2-12 )، ولكن رسخ هذا التفسير «اعتمادا مشروطا» للظروف التالية على الظروف السببية السابقة. ويمكن تقسيم الظروف السببية في هذا المثال على نحو أكبر إلى ظروف ضرورية وظروف كافية. تتمثل «الظروف الكافية» في الأجسام الجاذبة، وليس بالضرورة أن تكون كواكب؛ لأن الأقمار الصناعية تقع أيضا تحت تفسير نيوتن. وتوجد الظروف «الضرورية» في الحالة القياسية الشرعية التي تحكم الظواهر ذات الصلة.

شكل 2-12: حالة كلاسيكية للتفسير السببي؛ مدارات الكواكب المثالية. (2)

هل يمكن أن يصاغ تاريخ الداروينية، الذي قدمناه كاستنتاجات لمسار تحدر الكائن الحي من حالته الراهنة، بلغة الاعتماد المشروط؟ ربما توجد مشكلة، وهذه المشكلة سيكون حضورها قويا للغاية في العلوم الاجتماعية. ربما لا يكون ممكنا تحديد مجموعة محددة من هذه الظروف السببية السابقة. يستند التطور الدارويني على مبدأ إحصائي، مما يؤدي إلى تواريخ احتمالية. والظروف الضرورية للتكيف والتنوع هي وجود الأكسجين والموارد الغذائية للحياة القائمة على الكربون. ويبدو أن هذه الشروط الضرورية تافهة إلى حد ما، ولكن من الممكن أحيانا أن تكون أكثر تحديدا. على سبيل المثال، هل العزلة الجغرافية شرط ضروري لتقسيم السلالة، كما يعتقد داروين؟ إذا رصد حدوث انتواع تماثلي (بواسطة تفضيلات التزاوج)، فلا يمكن أن تكون العزلة الجغرافية شرطا ضروريا للانتواع. هل التدرج شرط ضروري للتطور؟ لا تزال الأهمية الحقيقية للتدرج أمرا خلافيا حتى اليوم. وعلى الرغم من أن ذلك جزء لا يتجزأ من الداروينية المتعصبة، فإن وضعها الخلافي في نظرية التطور يمنع اعتبارها ببساطة شرطا ضروريا. تشكل هذه الظروف تحديات للبحوث المستقبلية في علم الأحياء التطوري. ماذا عن الظروف الكافية؟ يوضح الداروينيون أنه في ظل وجود عدد من الظروف البيئية والكائنات العضوية، فإن تكيف الكائن الحي يمثل نتيجة محتملة. إن لمعرفة هذه الظروف الكافية أهمية كبيرة في المواقف التي يريد فيها البشر التدخل في النظام البيئي للأنواع. فقد أوقف انقراض نوع ما مثل ثعلب الماء؛ لأن شروط التناسل التفاضلي - النظرة الحديثة للانتقاء الطبيعي - معروفة على نحو كاف.

في سياق توافر مجموعة من الظروف الضرورية والكافية، فإن الداروينية في وضع مماثل لوضع عالم اجتماع أو مؤرخ تاريخ سياسي. وكما سنرى، يمكن للمؤرخ تحديد مجموعة من الظروف الاجتماعية والسياسية التي «من المرجح» أنها سببت حربا في بلد ما، ولكن من الصعب للغاية على عالم الاجتماع أن يحدد مجموعة من الشروط الضرورية والكافية التي يمكن اعتبارها ضرورية وكافية معا لحدوث حدث تاريخي أو اجتماعي معين، ومع ذلك، توجد تفسيرات سببية في العلوم الاجتماعية، كما سنرى. ولشرحها نحتاج إلى نموذج فلسفي معدل للسببية يتوافق مع العلاقات الاجتماعية. طور ماكس فيبر تفسيرا لما سماه «السببية الكافية». يمثل هذا التفسير نسخة من النموذج الشرطي، الذي تناولناه في هذا الجزء. ويعد كافيا للعلوم الاجتماعية لأنه يخلو من أي فكرة للتتابع المنتظم أو العلاقات السببية بين حدثين اجتماعيين. ويبين أن وظيفة عالم الاجتماع هي بناء نماذج سببية من البيانات الاجتماعية الموجودة بحيث يمكن موضوعيا اعتبار مجموعة من الشروط المسبقة ظروفا أكثر احتمالا لإحداث التأثير في العالم الاجتماعي.

على غرار بعض تفسيرات العلوم الاجتماعية، التواريخ الداروينية تفسيرية. ربما تفتقر إلى آلية سببية قابلة للتتبع بالمعنى الدقيق للكلمة؛ ففي ظل الظروف المختبرية، يمكن رصد حدوث الطفرات الجينية في الفيروسات - مثل فيروس الإيدز - على نحو مباشر، ولكن خارج المختبر، لا يمكن رصد عمل الانتقاء الطبيعي إلا على نحو غير مباشر، كما هي الحال مثلا في حالة اسوداد الجلد الصناعي (اسوداد العث في المناطق شديدة التلوث في بريطانيا في القرن التاسع عشر). ويرجع هذا الافتقاد للرد «المباشر» إلى الفترات الزمنية التي تنطوي على التغيرات التطورية. تفشل معظم المسارات الداروينية في تحديد مجموعة محددة من الشروط الضرورية والكافية التي تحدد معا وقوع بعض الأحداث التطورية، ومع ذلك، فإن الاستدلالات الداروينية تعتبر بحق تفسيرية. ما نوع النموذج التفسيري الذي تستوفيه التواريخ الداروينية؟ لنقل إن الداروينيين يعتبرونها نماذج سببية مشروطة، لأن مجموعة الشروط الضرورية والكافية تشير إلى تفسير كاف للأحداث التطورية.

ولكن يمكن أيضا النظر إلى تفسيرات مركزية الشمس والتفسيرات التطورية من وجهة نظر «نماذج التفسير البنيوية»، التي ستعامل هنا كشكل من أشكال التوحيد. (د) التفسيرات البنيوية

في البحث العلمي، يسمح بابتكار أي فرضية، وإذا كانت الفرضية تفسر فئات متعددة كبيرة ومستقلة من الحقائق، فإنها ترقى إلى رتبة نظرية ذات أساس راسخ. (داروين، «تغاير الحيوانات والنباتات بتأثير تدجينها»، مقتبسة في سمولين، «حياة الكون» (1997)، 161)

لا يوجد نظرية تفسيرية تتميز بشيء متفرد. وسيتعين على مجالات واسعة من البحث العلمي أن تعمل من دون تحديد الآليات السببية. وبينما نقترب من العلوم التاريخية، فإننا نفقد القدرة على تحديد مجموعة محددة من الظروف الضرورية والكافية، ومع ذلك، فإن التوحيد المعزز يمثل سمة من سمات العلوم راسخة القواعد، مثل علم الفلك والفيزياء وعلم الأحياء. ويحدث التوحيد عندما تندرج الظواهر التي تبدو غير مرتبطة - مثل سقوط تفاحة ومدارات الكواكب أو الأوضاع البيئية المناسبة والتوزيع البيولوجي الجغرافي للأنواع - تحت مجموعة من المبادئ المؤكدة على نحو جيد. ومن خلال تتبع تاريخ التنادد إلى التحدر مع التعديل، مدفوعا بالانتقاء الطبيعي، تحقق التفسيرات الداروينية التوحيد. ويعزز التوحيد أيضا عن طريق تتبع تاريخ التناظرات الخاصة بالتطور المقارب. لقد تقدم النموذج الكوبرنيكي خطوة نحو توحيد الظواهر الأرضية والسماوية عن طريق إسناد بنية شمسية المركز إلى المشاهدات واعتناق نظرية الحركة المرتبطة بالزخم. ويمكن وصف التوحيد في سياق الدمج (فريدمان 1981؛ كيتشر 1989)؛ حيث تدمج الظواهر المرصودة في بنية نظرية أكبر مجردة نسبيا؛ فنحن نفسر الحركات الأرضية والسماوية من خلال دمجها في الميكانيكا النيوتونية. ونفسر الظواهر البيولوجية المختلفة عن طريق دمجها في نظرية التطور الداروينية. تمتلك هذه البنيات النظرية قوة موحدة كبيرة.

ناپیژندل شوی مخ