145

کوپرنيکس، ډاروين او فرويډ: د علم په تاریخ او فلسفه کې انقلابونه

كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم

ژانرونه

بما أن التفسير في العلوم الطبيعية والاجتماعية ينطوي على أنواع مختلفة من الظواهر، فإنها قد تتطلب أنواعا مختلفة من التفسير. لا يوجد نماذج مختلفة للتفسير وحسب، بل يمكن تفسير الظاهرة نفسها عبر وجهات نظر تفسيرية مختلفة. (ب) النماذج الوظيفية

تتكيف الكائنات الحية على نحو رائع مع بيئاتها المحلية، ما يجعل التصميم المتعمد يبدو أنه التفسير الوحيد الممكن. وتفترض النماذج الغائية - سواء أكانت قائمة على التصميم أم التطور التدريجي - أن الأغراض النهائية موجودة في الطبيعة. والوظيفة تسبق البنية. فبنية العضو تستمد من الوظيفة التي يجب أن يؤديها. أراد الصانع أن يدور الدم في أجسام الكائنات، ووظيفة القلب هي تدوير الدم، ولذلك خلق الصانع القلب. وأراد الخالق العظيم أن ترى الكائنات، ولذلك خلق العيون. لم يلتزم لامارك بالتصميم الإبداعي. مع ذلك، استخدام العضو يحدد البنية (لامارك 1809، 113؛ جولد 2002، 177). تتمثل إحدى الصعوبات التي تكتنف هذا التفكير الغائي في أن العيون بنيات متناظرة، تطورت على نحو مستقل 40 مرة في تاريخ الحياة. وهذا يقلل من احتمالية أن الوظيفة تأتي أولا. يعكس التطوريون سلسلة التفكير تلك؛ فالوظيفة نتيجة العضو، وليست السبب في وجوده. يتطور العضو وبنيته قبل الوظيفة. يقول هكسلي (1863أ، 115-123) إن كل الاختلافات الوظيفية تنبع من اختلاف البنية. بعدها يتكيف العضو مع الحالة الجديدة، بل إنه ربما يكتسب وظائف لم يختر من أجلها أصلا. هذا هو التفسير الدارويني لظهور العقول الواعية. تفسر نظرية داروين التطورية تكيف وتنوع الكائنات الحية من خلال نظرية التحدر مع التعديل؛ لذلك، غالبا ما ينظر إلى الداروينية على أنها نظرية وظيفية، «مؤدية إلى تكيف محلي تقترحه البيئة وينظمه الانتقاء الطبيعي» (جولد 2002، 31؛ دينيت 1995، 228؛ روز 2003، 264-270). إن صلاحية الكائنات الحية تنتج عن خصائصها المورفولوجية والظروف البيئية، وليس عن تصميم مقدر على نحو مسبق.

يصبح من الممكن مع الاستدلالات الداروينية النزول من الارتفاعات المسببة للدوار الخاصة بالوظائف المحددة مسبقا إلى مستوى الوظائف المكتسبة المنخفض. في التصور الغائي، تحتاج الوظيفة الموجودة مسبقا إلى عضو، أما في التصور التطوري فالعضو هو الذي يكتسب الوظيفة . على سبيل المثال، كانت القدرة على المشي منتصبا ميزة انتقائية لأشباه البشر الأوائل الذين خرجوا من الغابات لاحتلال السافانا. يعد اختيار السمات المواتية استجابة من الكائن الحي نحو الظروف البيئية. وتعد الوظائف استجابات للضغوط الانتقائية. يمكن تفسير الوظيفة سببيا، وليس غائيا. ثمة مجموعة من العوامل المسببة - منها الصلاحية التفاضلية للكائنات وبنية البيئة - تجعل التأثير محتملا: القدرة على الطيران (وظيفة الأجنحة)، الرؤية (وظيفة العينين)، التنفس (وظيفة الرئتين)، التفكير (وظيفة العقل البشري). من أجل تجنب التفسيرات في سياق الأغراض النهائية، يتوجه عالم الأحياء إلى الاستدلالات الداروينية. تعرض الاستدلالات الداروينية مجموعة من الظروف السببية، التي من المرجح أن تكون قد أنتجت التأثير المرصود. لا يدعي عالم التطور الدارويني أن مجموعة معينة من الظروف ستحدد التأثير الناتج. فنظرية التطور ليست علم الفلك النيوتوني. فلا يمكن تحديد التطور المستقبلي للأنواع من خلال الظروف السابقة والحالية للنسل بدقة تضاهي الدقة الفلكية؛ فالاستدلالات الداروينية تعيد مناقشة الماضي. يمكن - على نحو كاف - تفسير تنوع الحياة، وتكيف الكائنات الحية في بيئاتها من خلال ربط هذه الآثار الملحوظة ببعض الظروف السببية السابقة. ومن غير المرجح أن تشمل هذه المجموعة السابقة رابطا سببيا يمكن تتبعه. توجد الظروف السببية السابقة على مسار النسل الذي ينتمي إليه كل نوع. إن الوظائف ليست غامضة؛ فهي تحظى بتفسير طبيعي شامل (أيالا 1995). بل يمكن في الواقع اختزالها إلى تفسيرات سببية. (ج) النماذج السببية

عند دخول المنزل، تشغل الإضاءة. يسبب الضغط على الزر - كما يبدو - توهج المصباح الكهربائي. لا يمكنك أن ترى طريقة جعل التيار الكهربائي المصباح يتوهج. ولكن من الممكن دائما إنشاء دائرة في المختبر توضح طريقة إغلاق مفتاح الإضاءة للدائرة الكهربائية، والسماح للإلكترونات بالتدفق من خلاله ومقابلة المقاومة في السلك، الذي يبدأ بالتوهج. الشيء الجيد بشأن دائرة المختبر هو أن المجرب يستطيع السيطرة على جميع العوامل التي تدخل الموقف المادي. وهذه السيطرة تجعل من غير المحتمل كثيرا - وإن لم يكن مستحيلا منطقيا - أن تكون ثمة عوامل أخرى مسئولة عن الظاهرة المرصودة.

السببية قضية مهمة في الشئون الإنسانية بسبب آثارها العملية؛ فالسببية هي الغراء الذي يربط الأحداث معا. من المهم في الشئون الطبيعية والاجتماعية فهم سبب حدوث بعض الأحداث؛ فهذا يتيح لنا معالجة العلل الطبية والاجتماعية التي تحيق بنا، كما يساعدنا على السيطرة على البيئة والتأثير فيها. ومن المفهوم أن الفلاسفة كانوا مهتمين بتطوير بعض النماذج المفاهيمية التي تساعد على تفسير هذه المسألة. وكما هي الحال مع النماذج العقلية، فإننا سوف نقصر اهتمامنا على نماذج السببية، التي تعد ذات أهمية في المشكلات التي تواجهنا في الكوبرنيكية والداروينية والفرويدية بعد ذلك (انظر بسيلوس (2002) لقراءة مناقشة حول النظريات الفلسفية للسببية).

تمثلت رؤية هيوم في أن السببية كانت مسألة تسلسل منتظم للأحداث: نتيجة تتبع سببا على نحو منتظم. كان السبب موجودا دائما قبل النتيجة، وكان السبب والنتيجة متقاربين مكانيا. من الواضح أن مثل هذه التوصيفات غير كافية، وذلك لعدة أسباب: (1) ليس من الصحيح أن كل نتيجة تنبع بانتظام من حدث ما - سبب - يمكن اعتبارها نتيجة للحدث السابق مباشرة؛ فالنهار يتبع الليل بانتظام، والجزر يتبع المد بانتظام، ومع ذلك ليس الليل سببا للنهار والمد ليس سببا للجذر. (2) بعض النتائج تتبع سببها فقط بتواتر إحصائي معين، قد يكون منخفضا للغاية. تأمل الحالة التي تسمى «تدلي الجفون». تصيب حالة تدلي الجفون كبار السن ولكن بتواتر منخفض. وفي حين أنه من الحقائق الإحصائية أن تدلي الجفون هو نتيجة للشيخوخة، فإنه ليس من الصحيح أن الشيخوخة هي السبب الدائم لتدلي الجفون.

أدت رؤية هيوم الأصلية إلى تعديلات أو بدائل، كما هي الحال في نظرية ماكي «للأسباب الضرورية غير الكافية» (ماكي 1980)، وكما هي الحال في تحليل لويس المناقض للواقع (لويس 1986). سنتناول أولا النهج المناقض للواقع، الذي لا يعتمد على مفهوم لويس للعوالم الممكنة ولكن على فكرة وودوارد للتدخلات الافتراضية. ثم نعمم نظرية ماكي بحيث تصير نظرية مشروطة للسببية ؛ وذلك لأسباب تتعلق بمدى قابلية تطبيق السببية على الحالات المطروحة.

نظرية التدخلات المناقضة للواقع

يؤكد وودوارد (2003) - وهو محق في ذلك - على أن النماذج السببية يجب أن تكون عملية؛ بمعنى أنها يجب أن تعكس ممارساتنا السببية. نحن نواجه السببية في الحوادث عندما تكون الحالة السببية خارجة عن إرادتنا، ولكن في محاولات الإنسان للتعلم من الحوادث ومنعها في المستقبل، تبرز سمة رئيسية للسببية. هذه السمة الرئيسية هي أننا نحلل المواقف السببية بعبارات مناقضة للواقع. تجيب التفسيرات السببية على أسئلة «ماذا لو كانت الأمور مختلفة» (وودوارد 2003، 12). وفقا لوودوارد، فإننا نتخيل تجارب أو تدخلات افتراضية، نجيب من خلالها على الأسئلة المناقضة للواقع: (1) «ماذا كان سيحدث للطائرة «لو» لم تشتعل محركاتها؟» (2) «ماذا كان سيحدث للكويكب «لو» كان مداره إهليجي الشكل على نحو أكبر؟» (3) «ماذا كان سيحدث لمجموعة السناجب الحمراء في بريطانيا «لو» لم يقحم السنجاب الرمادي بينها؟» وأخيرا، (4) «ماذا كان سيحدث للحياة البرية في بريطانيا «لو» لم تحدث إبادة للذئاب في هذا البلد؟» في وجهة النظر السببية المناقضة للواقع، سنكون قد استوعبنا الظروف السببية لوضع فعلي، إذا كان التغيير المتخيل في العوامل المختارة - بسبب التدخل الافتراضي - يبين لنا «كيفية ومدى» اختلاف الحالة السببية عن طريقة حدوثها الفعلية. وفيما يتعلق بأول سؤالين للمنهج المناقض للواقع: لو أن محركات الطائرة لم تشتعل فيها النيران، ولو كان مدار الكويكب إهليجيا على نحو أكبر، لم تكن الطائرة ستتحطم فوق الجبل ولم يكن الكويكب سيصطدم بكوكب المشتري. يستطيع علماء الفلك حساب مدى الاختلاف الذي يجب أن يكون عليه المدار الافتراضي للكويكب عن المدار الفعلي بحيث يصطدم مع المشتري. يمكن الإجابة على السؤال الثالث من خلال دراسة الدول القارية: لم تكن فصيلة السنجاب الأحمر في بريطانيا ستهلك لو لم يضف السنجاب الرمادي إليها، في ظل بقاء جميع الظروف الأخرى كما هي. يستطيع علماء الأحياء في بعض الأحيان حساب تأثير إدخال مفترس في بيئة جديدة إذا كان يمكن إجراء تجارب خاضعة للسيطرة.

16

ناپیژندل شوی مخ