136

کوپرنيکس، ډاروين او فرويډ: د علم په تاریخ او فلسفه کې انقلابونه

كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم

ژانرونه

أما منتقدو داروين فقد اتهموه بإهمال مخجل للمبادئ البيكونية؛ فكانوا يرون أن الطريقة الصحيحة هي رصد الطبيعة والتعميم من مشاهدات بعض الحالات على جميع الحالات. وانغمس داروين في تخمينات جامحة. رد هكسلي بأنه قد كتب الكثير من «الرياء الزائف علميا» عن الفلسفة البيكونية (هكسلي 1907، 364-365؛ هيكل 1866، الفصل الرابع؛ جرين 1980، 314). أصبح هكسلي وهيكل على بينة من أهمية تأكيد مصداقية الأساليب الداروينية. ورأى كلاهما أن ذلك يتطلب مزيجا من الاستقراء والاستنباط النقدي. ونسبا الفضل في اكتشاف هذا المزيج إلى جون ستيوارت ميل.

مربع 2-4: الاستدلال على أفضل تفسير أو الإقصاء

إذا كان الاستدلال على أفضل تفسير يعني فحسب أننا نستنتج من الأدلة المتاحة تفسيرا نعتبره أفضل تفسير لهذه الأدلة، فإنه لا ينبغي الخلط بين الاستدلال على أفضل تفسير والاستقراء الإقصائي. سوف نرى في الفصل الثالث أن فرويد استدل من الظواهر المرصودة، مثل السلوك العصبي والأحلام، على تفسير بشأن اللاوعي الديناميكي، ومع ذلك، لا يمكن أن يقدم هذا تفسيرا كافيا ما لم نقارنه مع عدد من التفسيرات المتنافسة (ليبتون 2004

2 )؛ فنحن بحاجة إلى الاستدلال على أفضل تفسير «معارض»، بحيث يمكن للأدلة تقديم قيمة احتمالية للتفسيرات المتناقضة. وفي هذه النقطة على وجه التحديد يعد إجراء فرويد معيبا على نحو حزين؛ فهو يستخدم الأدلة الهزيلة لتأكيد نموذج اللاوعي، دون تقييم احتمالية التفسيرات المنافسة.

ادعى داروين أنه وصل استقرائيا إلى مبدأ الانتقاء الطبيعي ، ولكن هذا لا يثبت أنه نظرية صالحة. قدم داروين عددا من المشاهدات التي أوحت إليه أن تنوع الأنواع وتكيفها مع البيئة الطبيعية يمكن تفسيره من خلال الآلية المادية للانتقاء الطبيعي. ولكن مثل هذه التعميمات من عينة صغيرة نسبيا قد تكون مضللة على نحو خطير. استدل الأوروبيون عادة من ملاحظتهم للبجعات البيضاء أن جميع البجعات كانت بيضاء، وقد دحض هذا التعميم الاستقرائي تماما عندما اكتشف المستوطنون بجعات سوداء عند وصولهم إلى أستراليا. وفي الحقيقة فإن فرانسيس بيكون - الذي هاجم منتقدو داروين أسلوب داروين «الهش» على خلفية منهجه - وصف:

الاستقراء، الذي يتبع إحصاء بسيطا (...) بأنه طفولي؛ استنتاجاته غير مستقرة، ومعرض لخطر حالة من التناقض، كما أنه يحدد عموما وفق عدد قليل للغاية من الوقائع، وعلى الحقائق الوحيدة المتاحة. (بيكون 1620، الكتاب الأول)

سنرى في الجزء التالي أن فرانسيس بيكون وجون ستيوارت ميل اقترحا كلاهما طريقة أكثر تعقيدا من الاستقراء بالإحصاء، وأطلقا عليه الاستقراء الإقصائي. (6-2) التجريبية الفلسفية

ولكن دعونا نكمل أولا الخطوات التي دافع بها هيكل وهكسلي عن طريقة داروين. ربما نصل إلى نموذج، مثل الانتقاء الطبيعي أو مركزية الشمس، من خلال خطوة استقرائية من عدد معين من المشاهدات، بمساعدة من مبدأ نظري معين، ولكنها تظل مجرد تخمينات أو فرضيات. وبمجرد توافر هذه النماذج تصبح خاضعة للاختبارات، وهنا يبدأ دور الجزء الاستنباطي. وفقا للمعرفة القياسية، فإننا نستمد من النموذج تنبؤات معينة، يجب اختبارها. يمكن الوفاء بهذه المطالبات في الكوبرنيكية ولكن لا يمكن ذلك في الداروينية. لم تكن الداروينية قادرة على تقديم تنبؤات رقمية دقيقة عن السلوك المستقبلي للكائنات البيولوجية. وكان داروين قادرا على تضمين الحقائق المعروفة حينها، التي ظلت محيرة في نظر النظريات المنافسة. على سبيل المثال، فإن التشابه التشريحي الكبير لدى القردة والبشر - وجود أعضاء بدائية - وجد تفسيرا طبيعيا في الفرضيات الداروينية. ظل هذا التشابه محيرا في نظرية الخلق الخاص. قدمت نظرية التطور إطارا يمكن استخدامه لاستخلاص الحقائق المستوعبة. ثمة ما هو أكثر من ذلك؛ غالبا ما تميز المناقشات الحديثة بين الأدلة أو فبمجرد توافر الإطار النظري، يمكن استخدامه للاستدلال على النتائج الاستنباطية أو الاستقرائية. وكانت الحقيقة الأكثر إثارة التي استخلصها الداروينيون من نظرية التحدر هي احتمالية نشأة الإنسان الحديث من البشر الأوائل، وفي النهاية من القرود الشبيهة بالبشر من خلال التفرع. أنشأت الداروينية رابطا جديدا بين عصور البشر القديمة ومسار التحدر. لا يمكن التعامل مع هذا الاستنتاج كتنبؤ جديد، لأنه يدرج حقيقة معروفة على نحو مستقل في النظرية الجديدة. ركز عالم الأحياء الألماني فريتز مولر على التاريخ التطوري للقشريات. وجد العديد من التفاصيل الفسيولوجية - التي وصفها بتفصيل شديد - تفسيرا طبيعيا في نظرية التحدر، ولكنها أضفت سرعة تصديق على نظرية الخلق الخاص. وجد مولر في التفاصيل الفسيولوجية المعقدة للقشريات أدلة قليلة على «خطة الخالق الثابتة». وأشار إلى أن التفاصيل التشريحية للقشريات يمكن أن تستمد من وجهة نظر داروين. تشكل هذه العواقب الاستقرائية دليلا داعما للداروينية (مولر 1864). كان داروين معجبا للغاية بعمل مولر - واصفا له بأنه «إثبات رائع» لعقيدته - حتى إنه رتب لترجمة إنجليزية نشرت في عام 1869 (براون 2003، 259-260).

فرانسيس بيكون (1561-1626).

يطلق هيكل على هذا التفاعل بين الاستقراء والاستنباط «التجريبية الفلسفية». إنه تفاعل بين الخبرة والعقل، توليفة من التجريبية والعقلانية، ولكن كما أشار العديد من العلماء في ذلك الوقت أيضا، لا توجد مشاهدات جيدة من دون نظرية سابقة. وكما رأينا، عمل كوبرنيكوس وداروين على خلفية من التفسيرات المنافسة. ينبغي أن نضيف شرطا مهما آخر في هذا التفاعل؛ أي نظرية جيدة تكسب قبولا - إما عن طريق تأكيد التنبؤ الجديد أو عن طريق التلاؤم الناجح - يجب أن تنفي النظرية المنافسة. إن الطريقة البيكونية أو الميلية (نسبة إلى ميل) الحقيقية هي طرق للإقصاء، كما أشار ميل:

ناپیژندل شوی مخ