کوپرنيکس، ډاروين او فرويډ: د علم په تاریخ او فلسفه کې انقلابونه
كوبرنيكوس وداروين وفرويد: ثورات في تاريخ وفلسفة العلم
ژانرونه
كملاحظة تاريخية بشأن الاكتشافات المتعددة، يجب أن يضاف أن داروين دفع إلى نشر عمل هذا. كان يقصد به فقط أن يكون ملخصا لعمل أوفى حول التطور سوف يكتب لاحقا. إن ما دفع داروين إلى نشر الكتاب هو ورود ورقة بحثية من شخص يدعى ألفريد والاس قدم فيها مؤلفها أفكارا حول التطور مشابهة للغاية لأفكار داروين. كان عنوان الورقة البحثية: «عن نزعة المتغايرات إلى الابتعاد إلى ما لا نهاية عن النمط الأصلي»، ونشرت في عام 1858. أثار هذا قلق داروين لأنه كان قد طور نظريته الخاصة عن التطور بالفعل في عام 1838، بعد رحلة لمدة خمس سنوات على متن السفينة «بيجل»، ولكنه لم ينشرها. لا أحد يحب أن يسبقه غيره في نشر أفكاره؛ ولذا رغم أن داروين كان أول من قدم آلية تطور قابلة للاختبار، فإن والاس وصل إلى نفس الأفكار على نحو مستقل، ولكن بعد 20 عاما. كان والاس قد نشر بالفعل في عام 1855 مقالا ربط فيه «الانقراض التدريجي وخلق الأنواع» بالتغيرات التدريجية في البيئة (والاس 1855). حتى إنه أشار إلى أن الحواجز الجيولوجية، كما هي الحال في جزر جالاباجوس، من شأنها أن تؤدي إلى ظهور أنواع مختلفة. ولكي ينأى بنفسه عن أفكار لامارك، أشار والاس إلى أنه لا يقترح نظرية ارتقاء ولكن نظرية للتغير التدريجي. قدمت هذه الورقة الأولى نظرية للتطور، ولكنها لم تقدم أي آلية تدفع التطور. كانت ورقته البحثية في 1858 هي التي كررت كثيرا من أفكار داروين العزيزة. أصر والاس في هذه الورقة البحثية اللاحقة على أهمية الصراع من أجل الحياة بوصفه «مؤشرا قويا على الزيادة الكبيرة للأنواع.» وأشار إلى أن وفرة الأنواع أو ندرتها إنما تعتمد على مدى «التكيف المثالي مع ظروف الحياة.» تواجه الأنواع تحديا ثلاثيا: الإمدادات الغذائية، والأعداء الطبيعيين، والظروف المناخية. وفي هذا الصراع، التعديلات المفيدة تميل إلى زيادة عدد الأفراد الذين يملكونها، بينما التعديلات عديمة الفائدة سوف تميل إلى تقليل أعدادهم. إذا كان ثمة فرق بين داروين ووالاس فإنه يكمن في موضع التركيز. أشار والاس صراحة إلى أنه لا يمكن القيام باستدلال مفيد من الحيوانات المستأنسة إلى الحيوانات البرية، بينما كان الاستدلال من الانتقاء المصطنع إلى الانتقاء الطبيعي واحدا من أهم استدلالات داروين. كذلك كان والاس أكثر اهتماما بالأنواع من الأفراد، بينما شغل الأفراد ذهن داروين. وأخيرا، استبعد والاس البشر من تأثير الانتقاء الطبيعي. (4-1) النظرة الداروينية للحياة
كان المفتاح الأساسي لاكتشاف الانتقاء الطبيعي هو إدراك أن المجموعات البيولوجية قد تشكل جماعات أو وحدات تفاعل داخل الطبيعة. (جيسيلين، «انتصار المنهج الدارويني» (1969)، 56)
ثمة فكرة فظة وخاطئة للغاية بشأن نظرية التطور تقضي بأن التطور يعني البقاء للأصلح. ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن داروين لم يستخدم في الطبعة الأولى من كتاب «أصل الأنواع» مصطلحي «التطور» ولا «البقاء للأصلح». كان الفيلسوف هربرت سبنسر هو من ربط التطور بالبقاء للأصلح. كان لداروين معارضون نافذون من مصلحتهم ربط التطور بشكل من أشكال التقدم الحتمي نحو صورة حياة أسمى. وهذا سوء فهم للداروينية، فلا يوجد أي تقدم حتمي، لكن التقدم الحتمي كان قاعدة يقينية قبل داروين. كان يقينا خاصا بالغائية. كان عقيدة التصميم. وهذه العقيدة هي التي هاجمها داروين، ومع ذلك، من النادر لثورة علمية أن تقضي تماما على الأفكار الراسخة بضربة واحدة. حتى الأفكار الثورية لا تؤدي إلى تغير حماسي، تحول جشطالتي مفاجئ. إليك على سبيل المثال واحدا من المدافعين عن جورج كوفييه وألكسندر فون همبولت: لويس أجاسيز (1807-1873). ولد أجاسيز في سويسرا ولكنه هاجر إلى بوسطن في 1846. وكأستاذ لعلم الحيوان في جامعة هارفرد، كان له تأثير هائل على التفكير البيولوجي في أمريكا وسمعة عالمية كباحث. كان يعتبر فون همبولت أمريكا، كما نشر دراسات مهمة عن الأنهار الجليدية وكان أحد مكتشفي العصر الجليدي. كان أجاسيز أيضا معارضا لدودا لنظرية التحدر.
أصر على أن الأنواع كانت «فئات فكرية تجسدت في صور حية فردية»، ويمثل التاريخ الطبيعي جوهريا «تحليل أفكار خالق الكون، كما تتجلى في المملكة الحيوانية والنباتية.»
3
صورة لويس أجاسيز (1807-1873).
كان أجاسيز حريصا على هدم فرضية «النشوء» التي رآها غير متوافقة مع «الحقائق العظيمة للأخلاق والدين السماوي.» واحتفى بنشر كتاب هيو ميلر «آثار الخالق» (1849، 1861). وأشاد به «لمزيجه الناجح من المذاهب المسيحية والحقائق العلمية البحتة» (ميلر 1861، 1-35، إليجارد 1958، 336-337). أراد أجاسيز إعادة التصميم في مقابل مفهوم داروين الميكانيكي للطبيعة. لم يجد معاصرو داروين فكرة الانتقاء الطبيعي مقنعة، حتى إن أفكار لامارك بشأن وراثة السمات المكتسبة ظهرت من جديد. بل إن داروين ذاته راودته الشكوك؛ ففي كتاب «أصل الإنسان» (1871) أعرب عن بعض الأسف على رفضه التام السابق لأفكار لامارك بشأن الوراثة فوق الجينية. كان من الواضح أنه صدم بسبب غياب الحماس حيال مبدأ الانتقاء الطبيعي.
لماذا تجنب داروين مصطلح «التطور»؟ كما رأينا بالفعل، كان لهذا المصطلح ارتباط قوي بالتعديل التدريجي للامارك؛ وهو يعني تقدم النمو من حالة بدائية إلى حالة ناضجة أو كاملة. وكان لهذا المصطلح أيضا معنى تقني آخر في علم الأجنة. كان ألبرشت فون هالر - أستاذ الطب وعلم النبات - يعلم في منتصف القرن الثامن عشر أن الأجنة تنمو من إنسان ضئيل مشكل موجود في البويضة أو الحيوان المنوي.
يتحدث داروين عن تحدر السلالة مع التعديل. والقوة الدافعة لتحدر السلالة مع التعديل هي الانتقاء الطبيعي، وكان يقصد بهذا الحفاظ على التغايرات المواتية في الكائنات الفردية. إذا كانت التغايرات مواتية للبقاء على قيد الحياة في بيئة معينة، فإنه توجد نزعة للحفاظ عليها. لاحظ داروين أن سبنسر أعرب عن فكرة الحفاظ على التغايرات المواتية بمصطلح «البقاء للأصلح»، ولكنه دافع عن استخدام مصطلحه الخاص، رغم أنه يبدو متضمنا لاختيار واع، لأنه يجمع بين إنتاج الأعراق المستأنسة بواسطة قدرة البشر على الانتقاء، والمحافظة الطبيعية على النسخ والأنواع في حالة الطبيعة (انظر كرومبي 1994، المجلد الثالث، 1751).
لم يفكر داروين أن تطور الحياة العضوية يمكن أن يصور على أنه تطور ضروري من الأشكال «الدنيا» إلى الأشكال «الأسمى». كان التطور يعني بالنسبة لداروين تكيف الكائنات على نحو أفضل مع بيئتها الطبيعية وحسب. وخلال هذه العملية يمكن أن يحدث تطور إلى أشكال أكثر تعقيدا؛ فهناك ديدان وهناك الومبت (أو السحمور). يمكن تفسير ذلك من خلال عملية الانتقاء الطبيعي. أو هكذا أمل داروين. لا يتبع التطور أي خطط، وهو ليس موجها نحو هدف. مع ذلك، فإنه لا يحدث عن طريق الصدفة العمياء، بل يجب أن يحافظ على السمات المواتية. وهو يعمل عن طريق الانتقاء التراكمي. ووفق عبارة فرنسوا جاكوب اللبقة، التطور كالعامل الحرفي، وليس مهندسا موهوبا.
ناپیژندل شوی مخ