الدليل الخامس: عن أبي هريرة ﵁ قال: كنت عند النبي ﷺ، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار، فقال له رسول الله ﷺ: «أنظرت إليها؟ "، قال: لا، قال: "فاذهب فانظر إليها؛ فإنه في أعين الأنصار شيئًا» (١).
وجه الاستدلال من الحديث:
أمر النبي ﷺ الرجل بالنظر إلى عينها، وما ذلك إلا لعيب فيها: المراد صغرها، وقيل: زرقة، وما هذا إلا فحص أولى بسيط للمخطوبة (٢).
الدليل السادس: عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة (٣)، ولا صفر، وَفِرَّ من المجذوم (٤) كما تفر من الأسد (٥)».
(١) سبق تخريجه ص ٦٤، ومثله حديث المرأة التي وهبت نفسها للنبي ﷺ فصعد فيها النظر وصوبه. رواه البخاري (٦/ ١٦٤) كتاب النكاح، باب السلطان ولي ح (٥١٣٥)، ووراه مسلم (٤/ ١٤٣)، كتاب النكاح، باب الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد ح (١٤٢٥).
(٢) أحكام الخطبة في الفقه الإسلامي، لرجوب، ص ٢١٢، وشرح صحيح مسلم، للنووي (٩/ ١٧٩).
(٣) الهامة: الرأس، وأما الهامة في الطير فليست في الحقيقة طيرًا، إنما هو شيء كما كانت العرب تقوله: إن روح القتيل الذي لا يُدرَك ثأره تصير هامة». معجم مقاييس اللغة، لابن فارس، ص ١٠٢٢.
(٤) الجذام: هو علة رديئة تحدث من انتشار المرة السوداء في البدن كله، فتفسد مزاج الأعضاء. فتح الباري، لابن حجر (١٠/ ١٦٧).
(٥) رواه البخاري (٧/ ٢٢)، كتاب الطب، باب الجذام، ح (٥٧٠٧).