172

Connection and Disconnection

الاتصال والانقطاع

خپرندوی

مكتبة الرشد

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

وسبق ابن حجر إلى تخصيص التدليس برواية الراوي عن شيخه حديثًا لم يسمعه منه - ابن رشيد، فإنه قال في معرض كلام له: "وأما المعاصر غير الملاقي إذا أطلق: (عن) فالظاهر أنه لا يعدّ مدلسًا، بل هو أبعد عن التدليس؛ لأنه لم يعرف له لقاء ولا سماع، بخلاف من علم له لقاء أو سماع" (^١).
وكذا العلائي في "جامع التحصيل" عند تعريفه للتدليس (^٢)، لكنه في تراجم الرواة في الكتاب ربما رجع عنه، من ذلك قوله معقبًا على كلمة البخاري في ابن جريج وأنه لم يسمع من عمرو بن شعيب شيئًا: "قد روى عنه عدة أحاديث، وهي عن جماعة ممن تقدم ذكرهم، ولكنه مدلس كما سبق ذكره فيهم" (^٣).
والدليل الذي ذكره ابن حجر لتخصيص التدليس بهذه الصورة غير ناهض، فإنها موجودة أيضًا في بعض روايات الصحابة عن النبي ﷺ كابن عباس وأبي هريرة وغيرهما، فإنهم يروون عنه ما لم يسمعوه منه، ولم يسم العلماء ذلك تدليسًا، وإن سماه بعضهم بذلك (^٤)، وقد ذكر هذا ابن حجر (^٥)، وذكر أن مسلك العلماء هذا يفسر بأنه تأدب مع الصحابة، وإذا كان

(^١) "السنن الأبين" ص ٦٥.
(^٢) "جامع التحصيل" ص ١١٠، وانظر أيضًا: ص ١٣٩.
(^٣) "جامع التحصيل" ص ٢٨٠، وانظر أيضًا ص ١١١.
(^٤) "سير أعلام النبلاء" ٢: ٦٠٨.
(^٥) "النكت على كتاب ابن الصلاح" ٢: ٦٢٣.

1 / 182