التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

صالح فوزان d. 1450 AH
61

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

ژانرونه

حجبه مرامه عن خالص التوحيد، وصافي المعرفة، وصحيح الإيمان: فيتذبذب بين الكفر والإيمان، والتصديق التكذيب، والإقرار والإنكار: ــ فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلًا) [البقرة: ٢٦] . وقال ﷿: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله) [آل عمران: ٧]، حجب الله علمه عن الخلق فلا تتعب نفسك، ثم قال: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلٌ من عند ربنا) [آل عمران: ٧] . يسلّمون ويستسلمون، ولا يمنعهم عدم معرفة معناه من الإيمان به والتسليم له. أو أن المعنى أنهم يردون المتشابه من كتاب الله إلى المحكم منه ليفسروه ويتضح معناه ويقولون: (كل من عند ربنا) . من لم يُسلِّم لله ولا إلى الرسول، فإنه يحجب عن معرفة الله ومعرفة الحق، فيكون في متاهات وضلالات (١) . وهذه حال المنافقين الذين يتذبذبون، تارة مع المسلمين وتارة مع المنافقين، وتارة يصدقون وتارة يكذبون (كلما أضاء لهم

(١) فعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "هلك المتنطعون" قالها ثلاثًا. أخرجه مسلم رقم (٢٦٧٠) . ...قال ابن الأثير في النهاية (٥/٧٤): "هم المتعمقون المغالون في الكلام المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النّطع، وهو الغار الأعلى على الفم، ثم استعمل في كل تعمق قولًا وفعلًا" أهـ.

1 / 83