120

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية

خپرندوی

دار العاصمة للنشر والتوزيع

ژانرونه

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ــ يكفي الاقتصار على واحد منهما فقط، كما قال تعالى في وصف أنبيائه: (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا) [الأنبياء: ٩٠] . رغبًا: هذا هو الرجاء، ورهبًا: هذا هو الخوف، وقال ﷾: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورًا) [الإسراء: ٥٧] فهم يجمعون بين الخوف والرجاء. وقال جل وعلا: (أمن هو قانت ءانآء الليل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه) [الزمر: ٩] . ولابد معهما من المحبة لله، فلابد من هذه الأمور الثلاثة: المحبة لله، والخوف منه ﷾، والرجاء لفضله. فمن اقتصر على المحبة فقط فهو صوفي، فالصوفية يعبدون الله ﷿ بالمحبة، ولا يخافون ولا يرجون، يقول قائلهم؛ أنا لا أعبده طمعًا في جنته، ولا خوفًا من ناره، وإنما أعبده للمحبة فقط، وهذا ضلال والعياذ بالله. ومن عبد الله بالخوف فقط فهو من الخوارج؛ لأن الخوارج أخذوا جانب الخوف والوعيد فقط، فكفروا بالمعاصي. ومن عبد الله بالرجاء فقط فهو من المرجئة، الذين أخذوا

1 / 142