Commentary on The Sealed Nectar
التعليق على الرحيق المختوم
خپرندوی
دار التدمرية
د ایډیشن شمېره
الأولى (للتدمرية)
د چاپ کال
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
د خپرونکي ځای
السعودية
ژانرونه
التعليق على الرحيق المختوم
محمود بن محمد الملاح
الطبعة: الأولى (للتدمرية)، ١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
_________
كانت أول طبعة للكتاب عن الدار العالمية للنشر والتوزيع، الإسكندرية - مصر، ١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
1 / 1
مقدمة فضيلة الشيخ عبد الله بن مانع الروقي -حفظه الله-
للطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه طبعة جديدة، منقحة، ومزيدة من كتاب التعليق على الرحيق المختوم، وما أحوجنا إلى النظرة في السيرة النبوية العطرة؛ لتزكو نفوسنا، وتطهر أفئدتنا، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى القدوات الصادقة المخلصة، ولن تجد نفسًا أطهر ولا أصدق من نفس نبينا محمد ﷺ؛ فهو القدوة الذي زكى الله خلقه، قال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) (القلم: ٤)، نفوس الأتباع تحتاج إلى تصحيح ومقابلة على تلك النفس الصادقة الصحيحة؛ فيحصل لها القرب، وتحصل لها الحظوة، اللهم ارزقنا صدق الاقتداء، وحسن الاتباع، وأحيينا على سنته، وأمتنا على طريقته، واحشرنا في زمرته، يا رحيم يا ودود، والحمد لله رب العالمين ..
وكتب
أبو محمد ٢٦ صفر ١٤٣٨ هـ
1 / 5
مقدمة الطبعة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالسيرة النبوية هي الميدان العملي للإسلام فمنذ نزول القرآن الكريم على الرسول ﷺ في غار حراء إلى وفاته ﷺ نزلت الأحكام، وشرعت الشرائع، وأسس الدين، ونصبت القبلة، وعرف الحلال والحرام، وصححت العقائد؛ وذلك من خلال المواقف والأحداث التي مر بها الرسول ﷺ مع المحيطين به من الصحابة، والكفار، وأهل الكتاب وغيرهم سواء أكان ذلك في الحرب أم في السلم؛
لذا قال الخطيب البغدادي-﵀: (تتعلق بمغازي رسول الله ﷺ أحكام كثيرة، فيجب كتبها والحفظ لها)، وقال الزهري-﵀: (في علم المغازي علم الآخرة والدنيا). (^١)
لذا حرص الصحابة-﵃ والسلف الصالح على مدارسة السيرة النبوية ومغازي الرسول ﷺ ومعرفة حياته وهديه وقد وصف عبيد الله بن عتبة مجلس ابن عباس ﵄ فقال: (ولقد كنا نحضر عنده فيحدثنا العشية كلها في المغازي). (^٢)
_________
(^١) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ١٩٥)، والبداية والنهاية (٣/ ٢٤٢).
(^٢) مغازي رسول الله ﷺ لعروة بن الزبير ص (٢٣).
1 / 7
ومما يدل على اعتناء السلف بالمغازي ما ذكره الخطيب البغدادي-﵀ عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: (كان أبي يعلمنا مغازي رسول الله ﷺ ويعدها علينا وسراياه، ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها).
وروى أيضًا عن علي بن الحسين أنه كان يقول: (كنا نُعَلَّم مغازي رسول الله ﷺ كما نُعَلَّم السورة من القرآن). (^١)
وقد كتب العلماء السيرة ودونوا أحداثها ووثقوا مواقفها بصورة لا توجد لبشر إلا لرسول الله ﷺ؛ لأن فيها (ما يعينهم على فهم كتاب الله تعالى؛ لأنها هي المفسرة للقرآن الكريم في الجانب العملي، ففيها أسباب النزول، وتفسير لكثير من الآيات فتعينهم على فهمها، والاستنباط منها، ومعايشة أحداثها، فيستخرجون أحكامها الشرعية، وأصول السياسة الشرعية، ويحصلون منها على المعارف الصحيحة في علوم الإسلام المختلفة، وبها يدركون الناسخ والمنسوخ وغيرها من العلوم، وبذلك يتذوقون روح الإسلام ومقاصده السامية، ويجد فيها الزهاد معاني الزهد وحقيقته ومقصده، ويستقي منها التجار مقاصد التجارة وأنظمتها وطرقها، ويتعلم منها المبتلون أسمى درجات الصبر والثبات، فتقوى عزائمهم على السير في طريق دعوة الإسلام وتعظم ثقتهم بالله ﷿، ويوقنوا أن العاقبة للمتقين). (^٢)
ومن ينظر في القرآن الكريم يجد الإشارة إلى كثير من أحداث السيرة وغزوات الرسول ﷺ مثل:
سورة العلق إشارة إلى بدء الوحي وأول ما نزل من القرآن الكريم.
سورة المدثر إشارة إلى التكليف بالرسالة والنذارة عن الشرك والدعوة إلى التوحيد.
سورة الضحى إشارة إلى فترة الوحي.
_________
(^١) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (٢/ ١٩٥)، والبداية والنهاية (٣/ ٢٤٢).
(^٢) انظر: مدخل لدراسة السيرة ص (١٤)، د. يحيى اليحيى.
1 / 8
سورتا النجم والإسراء إشارة إلى الإسراء والمعراج.
سورة الأنفال إشارة إلى غزوة بدر الكبرى.
سورة آل عمران إشارة إلى غزوة أحد.
سورة الحشر إشارة إلى غزوة بني النضير.
سورة الأحزاب إشارة إلى غزوة الأحزاب والخندق.
سورة المنافقون إشارة إلى غزوة بني المصطلق.
سورة النور إشارة إلى حادثة الإفك.
سورة الفتح إشارة إلى صلح الحديبية وغزوة خيبر.
سورة التوبة إشارة إلى الهجرة وغزوة حنين.
سورة النصر إشارة إلى فتح مكة وقرب وداع الرسول ﷺ.
ولو دققت النظر وأمعنت الفكر لوجدت إشارات كثيرة إلى أحداث السيرة في سور القرآن الكريم كالممتحنة والتحريم والمائدة والفرقان وغيرها.
ومن ينظر في كتب السنة من الصحاح والسنن والمسانيد يجد من أفرد للمغازي والسير كتبًا كما فعل البخاري ومسلم وأصحاب السنن يجد فيها تفاصيل لكثير مما أجمل ذكره في القرآن الكريم.
وقد اعتبر العلماء السيرة من العلوم التي يتساهل في ذكر أحداثها ورواية الضعيف فيها كما فعل ابن إسحاق في سيرته، والواقدي في مغازيه، وغيرهم ممن جمع الأخبار الواردة بإسنادها دون تمحيص وتحقيق لها كما فعل المحدثون في رواية السنة النبوية.
قال عبد الرحمن بن مهدي-﵀: (إذا روينا في الثواب والعقاب وفضائل الأعمال تساهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال، وإذا روينا في الحلال والحرام والأحكام تشددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال). (^١)
_________
(^١) دلائل النبوة للبيهقي (١/ ٣٤).
1 / 9
قال الإمام أحمد بن حنبل- ﵀: (ثلاثة كُتب ليس لها أصول: المغازي، والملاحم، والتفسير). (^١)
وقد اختلف في تفسير كلام الإمام أحمد على أقوال منها ما ذكره الإمام الخطيب حيث فقال: "وهذا الكلام محمولٌ على وجه، وهو أنّ المراد به كُتُبٌ مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة غير معتمد عليها، ولا موثوق بصحتها، لسوء أحوال مُصنّفيها، وعدم عدالة ناقليها، وزيادات القصّاص فيها. فأما كتب الملاحم، فجميعها بهذه الصفة، وليس يصح في ذكر الملاحم المرتقبة، والفتن المنتظرة غير أحاديث يسيرة اتصلت أسانيدها إلى الرسول-ﷺ من وجوه مَرضية، وطرق واضحة جلية. "
وقد فسرها الحافظ ابن حجر ﵀ بكثرة الأحاديث الضعيفة والموضوعة في هذه العلوم حيث ثم قال (^٢): " وقال الإمام أحمد: ثلاثة كتب ليس لها أصول: وهو المغازي، والتفسير، والملاحم، قلت: ينبغي أن يُضاف إليها الفضائل، فهذه أودية الأحاديث الضعيفة والموضوعة، إذ كانت العمدة في المغازي على مثل الواقدي، وفي التفسير على مثل مقاتل والكلبي، وفي الملاحم على الإسرائيليات، وأما الفضائل فلا تُحصى. كم وضع الرافضة في فضل أهل البيت، وعارضهم جهلة أهل السنة بفضائل معاوية، بل بفضائل الشيخين، وقد أغناهما الله وأعلى مرتبتهما عنها".
بالرغم من هذا فقد انتقد المحققون من أهل العلم صنيع هؤلاء في ذكر الضعيف والمنكر والموضوع في السيرة النبوية.
_________
(^١) رواه الخطيب بإسناد صحيح عنه في الجامع (٢/ ١٦٢)، ومما يحسن التنبيه عليه أن شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في مقدمة أصول التفسير رواها بالمعنى مما أوقع في اللبس فقال: (ثلاثةُ أمورٍ ليس لها إسناد: التفسيرُ، والملاحمُ، والمغازي، ويروى: ليس له أصلٌ، أي: إسناد).
(^٢) مقدمة كتاب لسان الميزان (١/ ١٣)، نشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، ١٣٩٠ هـ/ ١٩٧١ م.
1 / 10
فقد قال الإمام الذهبي-﵀ تعليقًا على سيرة ابن إسحاق (^١): (وَلَا ريب ابْنَ إِسْحَاقَ كثَّرَ وَطوَّلَ بِأَنْسَابٍ مُسْتَوْفَاةٍ، اخْتصَارُهَا أَملحُ، وَبأَشعَارٍ غَيْرِ طَائِلَةٍ، حَذفُهَا أَرْجَحُ، وَبآثَارٍ لَمْ تُصحَّحْ، مَعَ أَنَّهُ فَاتَهُ شَيْءٌ كَثِيْرٌ مِنَ الصَّحِيْحِ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ، فَكِتَابُهُ مُحْتَاجٌ إِلَى تَنقِيحٍ وَتَصْحِيْحٍ، وَرِوَايَةِ مَا فَاتَهُ).
وقال الإمام الذهبي تعليقًا على القاضي عياض في كتابه الشفا (^٢): (تَوَالِيفُه نَفِيْسَةٌ، وَأَجَلُهَا وَأَشرفُهَا كِتَابُ "الشفَا" لَوْلَا مَا قَدْ حشَاه بِالأَحَادِيْث المفتعلَة، عَمَلَ إِمَامٍ لَا نَقد لَهُ فِي فَن الحَدِيْث وَلَا ذَوْق، وَاللهُ يُثيبه عَلَى حسن قصدهِ، وَيَنْفَع بِـ"شِفَائِهِ"، وَقَدْ فَعَلَ، وَكَذَا فِيْهِ مِنَ التَّأْوِيْلَات البعيدَة أَلوَان، وَنبينَا -صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْهِ وَسلَامه- غنِيٌّ بِمدحَه التنزِيل عَنِ الأَحَادِيْث، وَبِمَا تَوَاتر مِنَ الأَخْبَار عَنِ الآحَاد، وَبِالآحَاد النّظيفَة الأَسَانِيْد عَنِ الوَاهيَات، فَلِمَاذَا يَا قَوْم نَتشبع بِالمَوْضُوْعَات؟ فَيتطرق إِلَيْنَا مَقَالُ ذَوِي الْغل وَالحسد، وَلَكِن مَنْ لَا يَعلم مَعْذُور).
قال الدكتور عمر بن سليمان الاشقر ﵀ (^٣): (إن تنقية السيرة مما شابها واجب كفائي مناط بالعلماء، فالمسلمون كانوا وما يزالون يرجعون إلى كتب السير، وفيها الصحيح والضعيف والموضوع، ويأخذون تلك الروايات أخذ المصدق بها المذعن لها، ونتج عن هذا أن ينسب إلى رسول الله ﷺ ما لم يقله ولم يفعله، ولم يحدث في زمانه.
وانتشرت روايات السيرة التي ضمتها كتب السيرة صحيحة وضعيفة في مؤلفات العلماء، وحدث بها الدعاة والوعاظ، واستدل بها العوام وطلبة العلم، وكل هذا أحدث خللًا كبيرًا عند هؤلاء جميعًا، ومن هنا كانت
_________
(^١) سير أعلام النبلاء للذهبي (٦/ ٢٦٧)، طبعة دار الحديث، عام ١٤٢٧ هـ.
(^٢) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥١).
(^٣) مقدمة كتاب صحيح السيرة للعلي (ص: ٦)، ط. دار النفائس، الأردن، الأولى ١٤٢٥ هـ.
1 / 11
الحاجة كبيرة وملحة لتنقية السيرة مما شابها، تصحيحًا للمسار، ونصحًا لله ولرسوله والمؤمنين، وإعانة للعلماء وطلبة العلم والدعاة والوعاظ).
ويقول الدكتور أكرم ضياء العمري- حفظه الله- (^١):
(أما اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسف كثير، والخطر الناجم عنه كبير، لأن الروايات التاريخية التي دونها أسلافنا المؤرخون لم تُعامل معاملة الأحاديث، بل تم التساهل فيها، وإذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستمثل هوّة سحيقة بيننا، وبين ماضينا مما يولد الحيرة والضياع والتمزق والانقطاع … لكن ذلك لا يعني التخلي عن منهج المحدثين في نقد أسانيد الروايات التاريخية، فهي وسيلتنا إلى الترجيح بين الروايات المتعارضة، كما أنها خير معين في قبول أو رفض بعض المتون المضطربة أو الشاذة عن الإطار العام لتاريخ أمتنا، ولكن الإفادة منها ينبغي أن تتم بمرونة آخذين بعين الاعتبار أن الأحاديث غير الروايات التاريخية، وأن الأولى نالت من العناية ما يمكنها من الصمود أمام قواعد النقد الصارمة).
أقول: لا مانع في ذكر الروايات الضعيفة في السيرة
• ما لم تتعلق بالعقائد.
• أو بالحلال والحرام.
• أو يستدل بها على صحة بعض الأفعال، أو الأقوال.
• أو ما لم يكن فيها نقص لمقام النبوة والرسالة.
• أو إساءة لصحابي.
• أو نشر للبدع والمحدثات.
• أو الترويج لمنهج ضال منحرف.
_________
(^١) دراسات تاريخية، ص (٢٧).
1 / 12
والأفضل مع ذكر الروايات الضعيفة في السيرة أن يتبعها بيان ضعفها؛ فكم من القصص الباطلة والمكذوبة انتشرت بين الناس من خلال السيرة وصار إنكارها من الصعوبة بمكان؛ لشهرتها، وللجهل بالصحيح الوارد في موطنها.
وينبغي للدارس للسيرة النبوية أن يفرق بين ضعف نسبة الكلام للرسول ﷺ وبين وجود ما يدل على أصل الحدث التاريخي.
مثال: حديث: " اذهبوا فأنتم الطلقاء " ضعيف على شهرته في كتب المغازي كما قرر الألباني في السلسلة الضعيفة حديث (١١٦٣) ولا يعني ذلك أن الرسول ﷺ لم يعف عن أهل مكة، أو أنهم لا يسمون الطلقاء؛ لما ثبت في البخاري (٤٣٣٣)، ومسلم (١٠٥٩) واللفظ له عن أنس بن مالك ﵁ قال: " لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان، وغيرهم بذراريهم ونعمهم، ومع النبي ﷺ يومئذ عشرة آلاف، ومعه الطلقاء، فأدبروا عنه، حتى بقي وحده، قال: فنادى يومئذ نداءين، لم يخلط بينهما شيئا، قال: فالتفت عن يمينه، فقال: "يا معشر الأنصار" فقالوا: لبيك، يا رسول الله، أبشر نحن معك، قال: ثم التفت عن يساره فقال: "يا معشر الأنصار" قالوا: لبيك، يا رسول الله، أبشر نحن معك، قال: وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: "أنا عبد الله ورسوله"، فانهزم المشركون، وأصاب رسول الله ﷺ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء، ولم يعط الأنصار شيئًا، فقالت الأنصار: إذا كانت الشدة فنحن ندعى، وتعطى الغنائم غيرنا، فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة، فقال: "يا معشر الأنصار، ما حديث بلغني عنكم؟ " فسكتوا، فقال: "يا معشر الأنصار، أما ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون بمحمد تحوزونه إلى بيوتكم؟ " قالوا: بلى، يا رسول الله، رضينا، قال: فقال: "لو سلك الناس واديًا، وسلكت الأنصار شعبًا، لأخذت شعب الأنصار".
مثال آخر: المقاطعة الاقتصادية من قريش للرسول ﷺ-والمسلمين ومن تعاطف معهم في خيف بني كنانة.
1 / 13
ورد في الصحيح ما يدل على المقاطعة، عن أبي هريرة ﵁، قال: قال النبي ﷺ من الغد يوم النحر، وهو بمنى: "نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على الكفر" يعني ذلك المحصب، وذلك أن قريشا وكنانة، تحالفت على بني هاشم وبني عبد المطلب، أو بني المطلب: أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم، حتى يسلموا إليهم النبي ﷺ. وَقَالَ سَلَامَةُ عَنْ عُقَيْلٍ، وَيَحْيَى بْنُ الضَّحَّاكِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ. وَقَالَا: بَنِي هَاشِمٍ وَبَنِي الْمُطَّلِبِ. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: بَنِي الْمُطَّلِبِ أَشْبَهُ. (^١)
لكن تفاصيل المقاطعة وتعليق الصحيفة في جوف الكعبة والسعي في نقضها من قبل جماعة من قريش وأن الأرضة أكلتها ماعدا ما فيه ذكر الله وردت من مراسيل كما قال الدكتور العمري-حفظه الله- (^٢): (وقد ورد الخبر مفصلًا من مرسل أبي الأسود ومرسل الزهري (^٣)، كما ورد من مرسل عروة بن الزبير (^٤)، ونظرًا لأن الزهري وأبا الأسود من تلاميذ عروة، فإن ثمة احتمالًا قويًا أنهما يرويان الخبر عنه، مما يجعل المرسل (^٥) لا يقوى بالتعدد لوحدة مخرجه.
وإذا لم تثبت رواية في تفاصيل دخول المسلمين شعب أبي طالب، فإن أصل الحادث ثابت، كما أن ذلك لا يعني عدم وقوع تفاصيل الحادث
_________
(^١) متفق عليه، رواه البخاري (ح ١٥٩٠) واللفظ له، ورواه مسلم (ح ١٣١٤).
(^٢) السيرة النبوية الصحيحة للعمري (١/ ١٨١)، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة، الطبعة السادسة، ١٤١٥ هـ.
(^٣) بإسناد حسن إلى أبي الأسود والزهري (دلائل البيهقي (٢/ ٣١١ - ٣١٤) والدرر في اختصار المغازي والسير لابن عبد البر (٢٧ - ٣٠).
(^٤) بإسناد ضعيف إليه فيه محمد بن عمرو بن خالد الحراني لم أقف له على ترجمة وابن لهيعة ضعيف. (الدلائل لأبي نعيم (١/ ٣٥٧ - ٣٦٢)، والدلائل للبيهقي (٢/ ٣١٤».
(^٥) يعني مرسل أبي الأسود والزهري، إذ هما أقوى سندًا إليهما من مرسل عروة الذي لم يثبت عنه من طريق صحيحة.
1 / 14
تأريخيًا، فإن عروة رائد مدرسة المغازي، وهو إنما يروي عن الصحابة في الغالب).
وقال الحافظ ابن حجر-﵀ (^١): (وَلَمَّا لَمْ يَثْبُتْ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ شَيْءٌ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ اكْتَفَى بِإِيرَادِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ لِأَنَّ فِيهِ دَلَالَةً عَلَى أَصْلِ الْقِصَّةِ؛ لِأَنَّ الَّذِي أَوْرَدَهُ أَهْلُ الْمَغَازِي مِنْ ذَلِكَ كَالشَّرْحِ لِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ: "تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ").
الجديد في الطبعة الثانية:
١ - تصحيح الأخطاء الواقعة في الطبعة الأولى وأهمها السقط ص (١٥٣) حيث سقط تخريج إرسال علي بن أبي طالب ﵁ للتثبت من موقف المشركين، وسقط ذكر موقف سعد بن الربيع ﵁ يوم أحد، وبقي تخريجه.
٢ - المقارنة بين طبعتي كتاب الرحيق المختوم القديمة والجديدة، وإثبات ما بينهما من فروق، وما عدله المؤلف ﵀ في الطبعة الجديدة.
٣ - إضافة تعليقات جديدة على كتاب الرحيق المختوم لم تكن موجودة بالطبعة الأولى.
٤ - كتابة مقدمة للطبعة الثانية ذكرت فيها فوائد دراسة السيرة النبوية وكيفية التعامل مع مروياتها.
٥ - كتابة مختصر لكتاب التعليق على الرحيق المختوم في آخر الكتاب بلغ مئة وخمسين تعليقًا.
٦ - زيادة عدد صفحات الكتاب مئة وخمسين صفحة تقريبًا عن الطبعة الأولى مما جعله كأنه كتاب جديد.
_________
(^١) فتح الباري (٧/ ١٩٣)، دار المعرفة، بيروت، عام ١٣٧٩ هـ.
1 / 15
وختامًا:
هذا الكتاب ليس تحذيرا من كتاب الرحيق المختوم، أو انتقاصًا من مكانته، أو تحقيقًا له كما كتب على غلاف الطبعة الأولى من قبل الناشر، وإنما عبارة عن جمع لأقوال أهل العلم وتعليقات على الرحيق المختوم كتبتها لنفسي ومن شاء من المسلمين، استفدت غالبها من كتب العلامة الألباني ﵀، والدكتور أكرم العمري -حفظه الله-، وكتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة للشيخ محمد العوشن-حفظه الله-، وكتب أخرى تجدون الإشارة إليها في موطنها، وأسأل الله أن ينفع به ويكتب له القبول ويجعله من العلم النافع الذي يعود علي نفعه في حياتي وبعد مماتي، ورحم الله مسلمًا وجد في كتابي خللًا فسده، ونقصًا فأكمله، وعيبًا فدلني عليه وله مني الشكر والدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه أبو عبد الرحمن
محمود بن محمد الملاح
غفر الله له ولوالديه ولذريته والمسلمين
السعودية - مدينة الرياض العامرة حرسها الله من كل سوء
almallah72@gmail.com
٠٠٩٦٦٥٠٨٤٥٧٥٧٠
يوم السبت ٢٠ من صفر عام ١٤٣٨ هـ
الموافق ٢٠/ ١١/ ٢٠١٦ م
1 / 16
مقدمة فضيلة الشيخ: عبدالله بن مانع الروقي- حفظه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فإن الله - جل في علاه- قص على نبيه بعض ماكان من الحوادث التي سلى بها نبيه وصبره، حتى بلغ دعوة ربه.
وهذا القصص القرآني هو أحسن القصص وأكمله وأجمله كما قال جل وعلا: (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) (يوسف: ٣) وفي آخر السورة قال جل وعلا: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء هدى ورحمة لقوم يؤمنون) (يوسف: ١١١)
قال ابن سعدي-﵀ في تفسيره: «أحسن القصص) وذلك؛ لصدقها وسلامة عباراتها ورونق معانيها … - إلى أن قال-: وأنها أحسن القصص على الإطلاق، فلا يوجد من القصص في شيء من الكتب مثل هذا القرآن). اهـ
ومن القصص الحسنة قصص خاتم النبيين- ﷺ وأخباره في تبليغ رسالة ربه وما حصل له إزاء ذلك من قومه، وهو ما اصطلح عليه بالسيرة النبوية له ﵊.
1 / 17
ولما كان الله - تبارك وتقدس- قد تكفل بحفظ كتابه كما في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: ٩) وكان هذا متضمنًا (^١)
١ - لحفظه عند إنزاله.
٢ - وحفظه بعد إنزاله، فالأول حفظه من مسترقي السمع من كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله إيداعه في قلب نبيه ﷺ وبعد ذلك في قلوب أمته.
٣ - ويتضمن حفظ ألفاظه من التغيير، أو التبديل، أو النقص.
٤ - ومتضمنًا لحفظ معانيه؛ وكان هذا مستلزمًا لحفظ السنة النبوية وما يحصل به حفظ الكتاب، فهذا القدر محفوظ، إذ السنة تكمل القرآن وتشرحه وتفسره وتبينه، والسيرة النبوية داخلة في هذا الالتزام، والله يتولى حفظه، وما كان خارجًا عن ذلك حيث يقوم الدين وتثبت الملة بدونه فهذا قدر يسير …
وقد نقب علماء الإسلام وبحثوا في أسانيد الحديث والأخبار النبوية، وضربوا أروع الأمثلة في التثبت، وبيان صحيح الأخبار من سقيمها، وقعدوا قواعد محكمة، وأسسوا أصولًا ثابتة حفظت - بفضل الله- ما حفظت من دواوين الحديث والسنة وأخبار النبي- ﷺ وأخبار أصحابه- ﵃.
ولما كانت الأخبار التي لا تتضمن أحكامًا يحتاج إليها المرء في دينه مثل كثير من أخبار السيرة وحوادثها رواها الإخباريون وتناقلوها وألفوا فيها المؤلفات، وقد حرص كثير من محبي السنة وحملتها على الفحص والتدقيق لجملة الأخبار وتطبيق قواعد المحدثين عليها؛ نصحًا للمسلمين، وذبًا عن أخباره ﵊.
وأقول: إن الأئمة المتقدمين لهم نظر في الأحكام والسنن، ونظر آخر
_________
(^١) انظر تفسير السعدي لسورة الحجر آية (٩).
1 / 18
في الأخبار المحضة التي هي من مكملات السيرة، وسادة لما فقد من حلقاتها، فشددوا في الأول، وتسامحوا في الثاني. (^١)
وإتماما وإفادة لقراء السيرة، والمتلذذين بسماعها؛ فحص جماعة من حملة العلم من الفضلاء ونقبوا في كل أخبار السيرة وهم كثر: كالألباني، والطرهوني، والعمري، والعوشن … ومنهم صاحب الفضيلة الشيخ: محمود بن محمد الملاح أحد طلاب العلم وحملته، فنقب على كتاب الرحيق المختوم لفضيلة الشيخ: صفي الرحمن المباركفوري ﵀ وكشف عن أخباره، وعلق عليه؛ فصار الكتاب - بعد هذا البحث - مرجعًا سليمًا، وبحرًا آمنًا لمرتاديه والغائصين فيه، فجزاه الله خير الجزاء وأوفاه على ما نصح به .. وسدد قلمه وفكره ..
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه أبو محمد
عبدالله بن مانع الروقي
عشية الخميس غرة شعبان ١٤٣٠ هـ
_________
(^١) وهذا التسامح في الرواية والنقل شريطة ألا تكون الحادثة تتضمن نكارة يحيلها العقل، أو تردها الأخبار الصحيحة الأخرى، أو تتضمن شينًا أو عيبًا على مسلم، أو مخالفة لقاعدة من قواعد الدين أو آدابه.
1 / 19
مقدمة الطبعة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد،
فإن قراءة السيرة النبوية ومدارستها تساعد المسلم على معرفة الرسول ﷺ عن قرب؛ وهذا يؤدي إلى زيادة محبته واتباعه، وخصوصًا المطلعين على أخبار الدعوة وقصصها، وما لاقاه الرسول- ﷺ من: مصاعب وأهوال وتكذيب وعناد من كفار قريش والطائف وغيرهم، وكيف صبر على أذاهم؛ حتى اضطروه للهجرة للمدينة، واستطاع أن يبني دولة جديدة، ويرفع قواعدها مع كثرة الأعداء والمنافقين المناوئين لها، واستطاع في ثمانية أعوام أن يعود لمكة فاتحًا منتصرًا في عشرة آلاف مجاهد، وتحقق النصر، وجاء الفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجًا، ورفعت راية التوحيد في أرجاء الجزيرة، … كل هذه الأحداث العظيمة وغيرها حين تطالعها من كتاب الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري ﵀ تشعر وكأنك تعيشها بنفسك؛ لما تميز به الكتاب من أسلوب رائع في عرض أحداث السيرة وتسلسلها مع سهولة في الألفاظ وجمال في العبارات.
ولكن المتأمل في الكتاب يجد بعض الملحوظات التي تحتاج إلى تعليق وإيضاح ومن هنا كان هذا الكتاب.
1 / 21
لماذا اخترت كتاب الرحيق المختوم؟
اخترت كتاب الرحيق المختوم لدراسته والتعليق عليه لأسباب عدة منها ما يلي:
١ - شهرة كتاب الرحيق المختوم فهو يعد من أشهر كتب السيرة حاليًا، وقد انتشر بصورة كبيرة جدًا، بل لو أحصيت عدد طبعاته لحاز المركز الأول على مستوى العالم الإسلامي في كتب السيرة النبوية.
٢ - كون كتاب الرحيق المختوم مرجعًا لكثير ممن يدرس السيرة النبوية، بل صار الكتاب المعتمد تدريسه في مقرر السيرة لكثير من المعاهد العلمية، والجامعات الإسلامية، والدورات الشرعية.
٣ - فوز الكتاب بالمركز الأول في مسابقة السيرة النبوية العالمية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي، وأعلنت عنها عقب أول مؤتمر للسيرة النبوية الذي عقدته دولة باكستان في شهر ربيع الأول عام ١٣٩٦ هـ، وهذا مما زاد الثقة بالكتاب، وأن ما جاء به لا اعتراض عليه.
٤ - وجود كثير من الملحوظات على كتاب الرحيق المختوم؛ وهذا دفعني إلى التعليق على الكتاب حرصًا على صفاء السيرة النبوية، وصحة ما يذكر فيها.
٥ - الاقتداء بعلمائنا فيما كتبوه من تعليقات على الكتب وخصوصًا المشهورة منها، وذات الأثر في واقع الناس، كما فعل العلامة الألباني ﵀ مع كتاب فقه السيرة للغزالي وكذلك للبوطي أيضًا؛ وخصوصًا أن المباركفوري قد أفاد من الغزالي بصورة كبيرة في الأسلوب والمفردات والعبارات كما أفدت من كتب الألباني- ﵏ جميعًا-.
٦ - صلتي القوية بكتاب الرحيق المختوم؛ فقد درسته بتكليف من شيخي الفاضل: إبراهيم بن محمد عبدالعزيز ﵀ وذلك في عام ١٤١٣ هـ، وسجلت حينها الملحوظات على نسختي الخاصة، وقد انتظرت أن يعلق على كتاب الرحيق المختوم غيري طوال هذه الفترة، أو أن
1 / 22
يصلح المؤلف- ﵀ ذلك في الطبعة الجديدة، ولكن لم يكن شيء من ذلك، ومع إلحاح بعض من يظن فينا خيرًا على إخراج هذه الملحوظات؛ استعنت بالله وحده على جمع مادة هذا الكتاب.
عملي في هذا الكتاب
١ - قراءة كتاب الرحيق المختوم مرة أخرى، وقد سجلت ما رأيته من ملحوظات تحتاج إلى تعليق.
٢ - المقارنة بين الطبعة القديمة والجديدة، وقد أثبتت ما بينهما من فروق، وخصوصًا ما يتعلق بالملحوظات.
٣ - ذكر ترجمة مختصرة لمؤلف الرحيق المختوم الشيخ: صفي الرحمن المباركفوري-﵀ في أول الكتاب؛ حتى يعرفه القراء عن قرب، ويعلم الله ﷿ مدى حبي له، وتقديري لكتابه الرحيق المختوم، وأسأل الله أن يسقيه من الرحيق المختوم يوم القيامة؛ لتقريبه سيرة الرسول ﷺ للمسلمين.
٤ - ذكر كلام المؤلف من الرحيق المختوم بنصه، وقد التزمت بذكر العنوان الذي جاء تحته؛ حتى يسهل الرجوع إليه بغض النظر عن اختلاف الطبعة، وصدرت كلام المؤلف بلفظ: (قوله:)، ثم ذكرت كلام أهل العلم على كلام المؤلف، موضحًا الخطأ والصواب حتى يكون القارئ على بينة. …
٥ - تخريج الآيات القرآنية بذكر اسم السورة ورقم الآية بعدها مباشرة.
٦ - بيان أحكام الأحاديث الواردة في الكتاب من حيث الصحة والضعف معتمدًا على كلام أهل العلم من السابقين والمعاصرين ناسبًا القول لقائله، وستجد في الكتاب أقوالًا لابن القيم، والذهبي، وابن كثير، وابن حجر، والشنقيطي، والألباني، وغيرهم.
٧ - ذكر معلومات المراجع كاملة مثل: اسم الكتاب، والمؤلف،
1 / 23
ودار النشر، والطبعة … وذلك عند ذكرها أول مرة مكتفيًا بذلك عن ذكر المراجع في آخر الكتاب.
٨ - التعليق على كتاب الرحيق المختوم على ثلاثة أقسام:
الأول: عبارات للمؤلف، الأولى استعمال غيرها.
الثاني: أحاديث ضعيفة.
الثالث: حوادث وقصص في السيرة لم تثبت.
وحرصت على تعقبها، والتعليق عليها وفق تسلسل الكتاب؛ حتى يكون أسهل للقارئ.
٩ - وقد جعلت الكتاب من مقدمة وبابين وخاتمة على النحو التالي:
مقدمة: وضحت فيها سبب تأليف الكتاب.
الباب الأول: وفيه فصلان:
الفصل الأول: ترجمة المؤلف.
الفصل الثاني: أخطاء عدلها المؤلف في الطبعة الجديدة.
الباب الثاني: التعليق على كتاب الرحيق المختوم.
الخاتمة:
وقد سميت الكتاب (التعليق على كتاب الرحيق المختوم)
١٠ - قد عرضت بعض مباحث الكتاب على شيخنا الأستاذ الدكتور: ناصر بن عبدالكريم العقل- حفظه الله-، وقد تفضل شيخنا الفاضل: عبد الله بن مانع الروقي- حفظه الله- بمراجعة الكتاب كاملًا، وعلق عليه، وقد أثبت تعليقاته منسوبة إليه، وقد كتب مقدمة للكتاب؛ وقد راجع الكتاب أيضًا أخونا الفاضل الشيخ: محمد بن عبد الله العوشن- حفظه الله- مؤلف كتاب (ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية)، وأبدى بعض الملحوظات وقد نفذتها، فجزاهم الله خيرًا عن العلم وأهله.
1 / 24
ولا يظنن أحد أني بهذا أحذر من قراءة كتاب الرحيق المختوم، أو أني أنتقص من قدر المؤلف- ﵀ وكتابه، وإنما كتبت ذلك؛ لعلمي بقيمة الكتاب وحرصي على كماله؛ ولأنه من أفضل ما كتب في السيرة في العصر الحاضر، أسأل الله أن يجزي مؤلفه خير الجزاء.
هذا، وما كان من خطأ، أو نسيان، أو زلل فأسال الله أن يعفو عنا، وأن يعاملنا بلطفه، وجزى الله خيرًا من دلنا عليه، وما كان من صواب فأسأله سبحانه ألا يحرمنا الأجر، وأن يجعله من العلم النافع، ويكتب له القبول، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
كتبه
.. أبوعبدالرحمن
محمود بن محمد الملاح
السعودية، مدينة الرياض
شهر رجب ١٤٣٠ هـ
1 / 25