«ركب حتى أتى» .
وقوله: «حتى أسفر جدا» يعني إسفارًا بالغًا ليس مجرد إسفار بل انتشر السفر وبان وظهر.
وقوله: «فدفع قبل أن تطلع الشمس» أي لم ينتظر طلوع الشمس فسار من مزدلفة ليخالف المشركين لأن المشركين كانوا ينتظرون في مزدلفة إلى أن تطلع الشمس وكانوا يقولون: «أَشْرِقْ ثَبِيْر كيما نُغير» أيْ: كي نغير وندفع فخالفهم النبي ﷺ في الدفعين الدفع من عرفة والدفع من مزدلفة فمن عرفة دفع بعد الغروب ومن مزدلفة دفع قبل الشروق.
وقوله: «وأردف الفضل بن عباس» وذلك حين دفع من مزدلفة إلى منى يوم العيد والنبي ﷺ أردف في دفعه من عرفة إلى مزدلفة أسامة بن زيد ﵄ وأردف في دفعه من مزدلفة إلى منى الفضل بن عباس ﵄ وهؤلاء ليسوا من كبار القوم فأسامة ابن مولى رسول الله ﷺ زيد بن حارثة فلم يختر النبي ﷺ أشراف القوم ووجهاءهم ليردفهم على ناقته بل اختار من صغار القوم في السن واختار المولى يردفه من عرفة إلى مزدلفة لأن الرسول ﷺ لا يعتني بمظاهر التعظيم ولا تهمه بل كان من عادته ﵊ أن يكون في أخريات القوم يتفقدهم وينظر من يحتاج إلى أمر. وقصة جابر في جمله واضحة فإن جابر بن