118

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

شرح حديث جابر في صفة حجة النبي لابن عثيمين

خپرندوی

دار المحدث للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

الظاهرية كابن حزم (١) ﵀ حيث قال: لا تصح صلاة المغرب والعشاء في ليلة مزدلفة إلا بمزدلفة، واستدل بقول النبي ﷺ لأسامة ﵁، لما توضأ النبي ﷺ قال: يا رسول الله، الصلاة؟ قال: «الصلاة أمامك» (٢) .
ولكن رأي الجمهور هو الصحيح.
فإن وصل في وقت صلاة المغرب فما المشروع في حقه؟
قيل: المشروع أن يؤخر أيضًا لأن النبي ﷺ أخر الصلاة.
وقيل: المشروع أن يقدم الجمع بين الصلاتين لأن النبي ﷺ صلى من حين وصل إلى مزدلفة، وكون الجمع يكون تأخيرًا لأن هذا وقع اتفاقًا، لأن سير الرسول ﷺ كان بعيدًا وبطيئًا، لأنه على الإبل، فأما إذا كان في السيارات وقد وصل في وقت المغرب فليصل متى وصل ولو كان تقديمًا، والحقيقة أن الدليلين متجاذبان.
فقد نقول: إن المشروع أن يبادر بالصلاة متى وصل، لأن هذا كالتحية لمزدلفة كما قلنا في منى أن التحية لها الرمي.
وقد يقال: إن الإنسان يؤخر اقتداء برسول الله ﷺ.
ولكن قد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضي الله

(١) أنظر المحلي ٥/١٢١.
(٢) سبق تخريجه رقم ٦١.

1 / 122