127

Collection of Najdi Letters and Issues (Part Four, Section Two)

مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (الجزء الرابع، القسم الثاني)

پوهندوی

الأولى، بمصر ١٣٤٩هـ/النشرة الثالثة، ١٤١٢هـ

خپرندوی

دار العاصمة،الرياض

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

إلى أن قال: فهذا جملة ما يأمرون به، ويعتقدونه، ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب. كلام الأشعري في علو الله تعالى وذكر الأشعري في كتابه المذكور في "باب هل الباري -تعالى- في مكان دون مكان، أم ليس في مكان، أم في كل مكان؟ " فقال: اختلفوا في ذلك على سبع عشرة مقالة: "منها": قول أهل السنة وأصحاب الحديث: إنه ليس بجسم، ولا يشبه الأشياء، وإنه على العرش كما قال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ١ ولا نتقدم بين يدي الله بالقول، بل نقول: استوى بلا كيف، وإن له يدين كما قال: ﴿خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَ﴾ ٢ وإنه ينزل إلى سماء الدنيا كما جاء في الحديث، ثم قال: وقالت المعتزلة: استوى على عرشه بمعنى استولى، وتأولوا اليد بمعنى النعمة، وقوله: ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ ٣ أي بعلمنا. وقال فيه أيضا في باب الاستواء فإن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟ قيل نقول: إن الله مستو على عرشه كما قال: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ ٤ وقال: ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ ٥. وقال حكاية عن فرعون: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ ٦ أكذب فرعون موسى في قوله: إن الله فوق سماواته. وقال ﷿ ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ﴾ ٧ فالسماوات فوقها العرش، وكل ما علا فهو سماء، والعرش أعلى السماوات، فلولا أن الله -تعالى- فوق عرشه ما قال في حق ملائكته: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ ٨ ولما فطر الخلق عند سؤاله على رفع الأيدي إلى السماء. وقال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرووية: إن معنى "استوى" استولى وملك وقهر، بما يفيد التجدد والحدوث في الملك، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا،

١ سورة طه آية: ٥. ٢ سورة ص آية: ٧٥. ٣ سورة القمر آية: ١٤. ٤ سورة فاطر آية: ١٠. ٥ سورة النساء آية: ١٥٨. ٦ سورة غافر آية: ٣٦، ٣٧. ٧ سورة الملك آية: ١٦. ٨ سورة النحل آية: ٥٠.

1 / 719