مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - ابن باز
خپرندوی
رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية
ژانرونه
ومن ذلك قول العبد: ما شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، أو هذا من الله ومن فلان.
هذا كله من الشرك الأصغر، كما في الحديث الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح عن حذيفة ﵁، عن النبي ﷺ أنه قال: «لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان (١)» .
ومن هذا ما رواه النسائي عن قتيلة «أن اليهود قالوا لأصحاب النبي ﷺ: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، وتقولون: والكعبة فأمرهم النبي ﷺ إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا ما شاء الله ثم شاء محمد (٢)» وفي رواية للنسائي أيضا عن ابن عباس ﵄ «أن رجلا قال: يا رسول الله ما شاء الله وشئت. فقال: أجعلتني لله ندا ما شاء الله وحده (٣)» ومن ذلك ما ثبت عن ابن عباس ﵄ في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٤) قال: هو الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، وتقول: لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل: ما شاء الله وشئت، وقول: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلانا. هذا كله به شرك. رواه ابن أبي حاتم بإسناد حسن.
فهذا وأشباهه من جنس الشرك الأصغر. وهكذا الحلف بغير الله، كالحلف بالكعبة، والأنبياء والأمانة وحياة فلان، وبشرف فلان ونحو ذلك، فهذا من الشرك الأصغر؛ لما ثبت في المسند بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك (٥)» وروى الإمام أحمد وأبو داود والترمذي ﵏ بإسناد صحيح عن ابن عمر ﵄ أن النبي ﷺ قال: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك (٦)» .
_________
(١) سنن أبو داود الأدب (٤٩٨٠)، مسند أحمد بن حنبل (٥/٣٩٩) .
(٢) سنن ابن ماجه الكفارات (٢١١٨)، مسند أحمد بن حنبل (٥/٧٢)، سنن الدارمي الاستئذان (٢٦٩٩) .
(٣) سنن ابن ماجه الكفارات (٢١١٧)، مسند أحمد بن حنبل (١/٢٨٣) .
(٤) سورة البقرة الآية ٢٢
(٥) مسند أحمد بن حنبل (١/٤٧) .
(٦) سنن الترمذي النذور والأيمان (١٥٣٥)، سنن أبو داود الأيمان والنذور (٣٢٥١)، مسند أحمد بن حنبل (٢/٦٩) .
1 / 45