47

Clear Recommendations for Benefiting from Scientific Lessons

الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية

خپرندوی

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٣هـ

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

ژانرونه

الكمال؛ ليبقى الكمالُ والاقتداءُ بالنبي ﷺ. ولكن لا يصح أن تُنْزِلَ العالِمَ منْزلةَ النبيِّ ﷺ بأن لا يخطئ أبدًا، ويكون فعلُه كفعلِ النبي ﷺ تمامًا؛ وذلك لحكمةٍ من الله - جلَّ وعلا -، ولأمرٍ كونيٍّ فيه مصلحةٌ، وهي أن لا يُغاليَ الناسُ في مدحِ أحدٍ من العلماء فلا بدّ من هفوةٍ عندَه. والكاملُ والمقتدى به هو العالِمُ الربانيُّ الذي يعلِّمُ الناسَ الخيرَ وينشرَ في الناس الهدى، ويعلِّمُهُم السنةَ. أما الأشياءُ التي تكونُ في حياتِهِ بما يعابُ عليها فلا تلتفتْ إليها؛ لأنه ما من أحدٍ إلا وعنده ما يُعَابُ عليه. لو قرأتَ ترجمة (مالكٍ) ﵀ لوجدتَ فيها ما يُعَابُ عليه، وهكذا في ترجمة (أحمدَ) ﵀ وهكذا في ترجمة (أبي حنيفة) ﵀ وهكذا في ترجمة (الشافعيِّ) ﵀. لكن الناسَ الآنَ مجمعون على الثناء على هؤلاء الأئمةِ الأربعةِ. ولو نظرتَ في ترجمة الإمام أبي حنيفة ﵀ لرأيت مَنْ كان في عصره يلعنُه لبعضِ المسائل. لكن استقرَّ الأمرُ على الثناء عليه، وعلى أنه من العلماءِ المجتهدين في الفِقْهِ. فإذا قرأتَ تراجمَ العلماءِ في الأزمنةِ جميعها وجدتَ أنهم لم

1 / 53