134

Clear Curriculum for Eloquence

المنهاج الواضح للبلاغة

خپرندوی

المكتبة الأزهرية للتراث

د ایډیشن شمېره

-

ژانرونه

مجاز مرسل علاقته المحلية؛ لأن المعنى الأصلي للفظ "النادي" محل للمعنى المراد الذي هو الأهل، والقرينة استحالة دعاء النادي بمعناه الحقيقي. وكقوله تعالى: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ أي: أهل القرية "فالقرية" مجاز مرسل علاقته المحلية؛ لأن القرية بمعناها الحقيقي محل لساكنيها، والقرينة استحالة سؤال القرية بمعناها الأصلي أي: على أحد الاحتمالين في المثالين١. ٩- الآلية: أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور آلة، ووسيلة للمعنى المراد، كقوله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ أي: ذكرًا صادقًا وثناء عطرًا فيمن يأتي بعدي من الأمم، ففي ﴿لِسَانَ صِدْقٍ﴾ مجاز مرسل علاقته الآلية؛ لأن اللسان بمعناه الأصلي آلة وواسطة للذكر الحسن الذي هو المعنى المراد، والقرينة: استحالة بقاء هذه الجارحة بمعناها الحقيقي فيمن يأتي من الأمم بعد. ومنه قول الشاعر: "أتاني لسان منك لا أستسيغه" أي: ذكر لا يسر، أطلق عليه اللسان مجازًا مرسلًا؛ لأنه آلة الذكر، وقرينته استحالة إتيان اللسان بمعناه الحقيقي. ١٠- اعتبار ما كان: وهو أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور سابق الحصول على المعنى المراد، كقوله تعالى: ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى ٢ أَمْوَالَهُمْ﴾ يريد البالغين، ففي لفظ ﴿الْيَتَامَى﴾ مجاز مرسل علاقته اعتبار ما كان؛ لأن المعنى الحقيقي "لليتيم" سابق الوجود على المعنى المراد، وهو "البالغ"، والقرينة على أن المراد باليتامى البالغون منهم الأمر بدفع الأموال لهم أي: تمكينهم منها بالتصرف فيها، ولا يكون ذلك إلا بعد البلوغ. ١١- اعتبار ما يكون: أن يكون المعنى الأصلي للفظ المذكور مستقبل الحصول ظنًّا أو يقينًا. فالأول كقوله تعالى: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا﴾ يريد "عنبًا" يئول عصيره إلى خمر، ففي قوله: ﴿خَمْرًا﴾ مجاز مرسل علاقته: اعتبار ما يكون، أي: ما يئول إليه عصيره فيما بعد من الاختمار، فالمعنى الحقيقي للخمر مستقبل الوقوع وإنما

١ والاحتمال الآخر أن يكون مجازًا بالحذف. ٢ اليتامى: جمع يتيم، وهو من الإنسان صغير فقد أباه، ومن الحيوان رضيع فقد أمه.

1 / 137