Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
خپرندوی
دار التدمرية
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ
ژانرونه
المستلزم لتوحيد العبادة، وقد ثبت في الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: " والذي نفسي بيده إنها تعدل ثلث القرآن " (١). تعدل ثلث القرآن من حيث الثواب، فتلاوتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن.
ولكن هذا لا يعني الاكتفاء بها عن تلاوة القرآن، فلا بد من تلاوة سائره، وتدبُّر سائر النصوص، لكن هذا دليل على فضْل هذه السورة، وفضْل تلاوتها، وذَكَر بعض أهل العلم (٢) أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن؛ لأن القرآن ثلاثة أثلاث:
الأول: خبرٌ عن الله - يعني - خبر عن أسمائه، وصفاته، وأفعاله.
والثاني: خبر، وقصص وهو: خبر عن الخلق: عن الرسل، وأممهم، وبَدْء الخلق، واليوم الآخر.
والثالث: الأوامر، والنواهي.
فالقرآن توحيد، وقصص، وشرائع: أوامر، ونواهي.
وسورة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ هذه خالصة للتوحيد ليس فيها إلا صفة الرب تعالى، ولهذا كان أحد الصحابة أميرا على سرية، وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ﷺ فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك فسألوه؟ فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها. فقال النبي ﷺ: أخبروه أن الله يحبه" (٣)، ونحوه في خبر ثان: " إن حبها أدخلك الجنة " (٤).
(١) [رواه البخاري (٥٠١٣) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁، وبمعناه عند مسلم (٨١١ و٨١٢) من حديث أبي الدرداء وأبي هريرة ﵄]. (٢) [المعلم للمازري ١/ ٣٠٨، وجواب أهل العلم والإيمان ضمن مجموع الفتاوى ١٧/ ١٢٢ و١٣٤، وفتح الباري ٩/ ٦١] (٣) [رواه البخاري (٧٣٧٥)، ومسلم (٨١٣) من حديث عائشة ﵂]. (٤) [رواه البخاري في صحيحه معلقا بصيغة الجزم (٧٧٤ م)، ومن طريقه موصولا الترمذي (٢٩٠١) - وقال: حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت البناني، ثم ساقه من طريق مبارك عن ثابت - وابن خزيمة ١/ ٢٦٩، وابن حبان (٧٩٢ و٧٩٤)، والحاكم ١/ ٢٤٠ وصححه على شرط مسلم، كلهم من حديث أنس ﵁، وانظر فتح الباري ٢/ ٢٥٧].
1 / 42