Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah
توضيح مقاصد العقيدة الواسطية
خپرندوی
دار التدمرية
شمېره چاپونه
الثالثة
د چاپ کال
١٤٣٢ هـ
ژانرونه
الصراط، فإن أهل العلم اختلفوا في الحوض هل هو قبل الميزان، أو بعده؟ وهل هو قبل الصراط أو بعده؟ (١)
والأظهر - والله أعلم - أنه قبل الصراط، وبعد الميزان فإنه يناسب - والله أعلم - أن يكون ورودهم بعد الحساب؛ ليروي غليلهم، ويثلج نفوسهم بعد المعاناة، والله أعلم بحقيقة الأمر.
المقصود أن من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بحوض النبي ﷺ، وقد أنكر الحوض بعض طوائف المبتدعة (٢)، ولا حجة لهم في هذا الإنكار إلا الاستبعاد الذي لا سند له إلا قولهم:
كيف يكون الحوض بهذه المساحة؟ وكيف يكون في عرصات القيامة؟
فنقول: الله تعالى على كل شيء قدير.
وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال - في الحوض ـ: " يشخب فيه ميزابان من الجنة " (٣). وعن أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: " أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي ﷿ عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد النجوم " (٤).
أي: أن شراب هذا الحوض يُمد من نهر الكوثر الذي امتن الله به على نبينا محمد ﷺ في الجنة.
ومما يجب الإيمان به ويدخل في الإيمان باليوم الآخر: الصراط، وهو: جسر منصوب على متن جهنم بين الجنة والنار يعبر منه الناس بحسب سيرهم وثباتهم على الصراط الذي نصبه الله للعباد في هذه الحياة الدنيا؛ ففي الدنيا صراط، وهو: دين الله الذي بعث به رسله،
(١) [التذكرة ٢/ ٧٠٢، وزاد المعاد ٣/ ٦٨٢، وشرح الطحاوية ١/ ٢٨٢].
(٢) [في الإبانة للأشعري ص ٨٦: وأنكرت المعتزلة الحوض، وفي الفتح ١١/ ٤٦٧: أنكره الخوارج، وبعض المعتزلة].
(٣) [رواه مسلم (٢٣٠٠) عن أبي ذر ﵁، و(٢٣٠١) عن ثوبان ﵁].
(٤) [رواه مسلم (٤٠٠)].
1 / 181