117

Clarifying the Objectives of Al-Aqidah Al-Waasitiyyah

توضيح مقاصد العقيدة الواسطية

خپرندوی

دار التدمرية

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٣٢ هـ

ژانرونه

﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ مِن النظر بالبصر؛ يعني: تنظر إلى ربها بأبصارها.
ونظر: يأتي متعديا (بنفسه)، ومتعديا بـ (فِي)، ومتعديا بـ (إلى) (١)؛ فالمتعدي بنفسه بمعنى الانتظار قال تعالى ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَاتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الأمُورُ﴾ [(٢١٠) سورة البقرة] ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَاوِيلَهُ﴾ [(٥٣) سورة الأعراف] بمعنى: هل ينتظر هؤلاء الكفار إلا تأويل ما وعدوا به.
والمتعدي بـ (في)، بمعنى التفكر ﴿أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [(١٨٥) سورة الأعراف] يعني: أولم يتفكروا، كما قال تعالى ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ﴾ [(٨) سورة الروم]
أما المتعدي بـ (إلى)، فهو بمعنى نظر العين، تقول: نظرت إلى كذا، يعني: بعيني، كما قال تعالى ﴿أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ﴾ [(٦) سورة ق].
فهذه الآية ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ هي أدل دليل على إثبات رؤية المؤمنين لله تعالى.
ومن الأدلة ما توعد الله به الكفار المكذبين بقوله ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ * ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ * ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ [(١٤ - ١٧) سورة المطففين] فتهديد الكافرين بحجبهم عن ربهم؛ يدل على أن المؤمنين بخلاف ذلك، وأنهم يرون الله سبحانه، فلو كان المؤمنون لا يرونه لما كان بينهم وبين المكذبين فرق، ولو كان تعالى لا يرى البتة كما تزعم المعطلة؛ لما كان في هذا الوعيد فائدة؛ لأن الرؤية على قولهم مستحيلة؛ فالكل محجوب.
ومن الأدلة القرآنية على إثبات الرؤية قوله تعالى ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا

(١) [تهذيب اللغة ١٤/ ٣٧١ وحادي الأرواح ٢/ ٦٢٣].

1 / 127