24

Clarification of the Truth of Tawhid Brought by the Messengers and Refutation of the Misconceptions Raised About It

بيان حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل ودحض الشبهات التي أثيرت حوله

خپرندوی

الجامعة الإسلامية

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة

ژانرونه

وقوله تعالى: ﴿وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ﴾ ١، وقال تعالى في هذه الآية الكريمة: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ ٢. فكيف يسوغ لأحدٍ من المشركين بعد هذا أن يقول: ﴿لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ فمشيئة الله - تعالى - الشرعية عنهم منتفية، لأنه نهاهم عن ذلك على ألسنة رسله. وأما مشيئته الكونيّة وهي تمكينهم من ذلك قدرًا فلا حجّة لهم فيها، قال: "ثمّ إنّه تعالى قد أخبر أنّه أنكر عليهم بالعقوبة في الدنيا بعد إنذار الرّسل" انتهى. فهم لم يريدوا بهذا الكلام الاعتذار عن ارتكاب القبيح، لأنّهم لا يعتقدون قبح أفعالهم بل هم ﴿يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾، وهم إنّما يعبدون الأصنام ليقرِّبوهم إلى الله زلفى، فلم يريدوا بذلك إلاّ الاحتجاج على أنّ ما ارتكبوه حقٌ ومشروع ومرضي

١ سورة الزخرف، الآية: ٤٥. ٢ سورة النّحل، الآية: ٣٦.

1 / 26