العقد الثمين فی تبیین احکام الائمة الهادین
العقد الثمين في تبيين أحكام الأئمة الهادين
ژانرونه
[عدم علم الحسين للغيب]
ثم [كذلك الكلام](1) في الحسين عليه السلام وانخداعه لأهل الكوفة لما وصلته كتبهم، ثم جاءه بعد ذلك العلم من ابن عمه مسلم بن عقيل بطاعتهم وانقيادهم وكتبوا إليه ثمانمائة كتاب، فلما دنا منهم خذلوه، فقاتلوه حتى قتلوه، فهل تراه تعمد هلاك أهل بيته، وكشف حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وظهور الفاسقين على عترة خاتم النبيين؟ أم خانه ظنه في القوم؟ وأخلفوا الله ما وعدوه فحاق بهم وزر ذلك وعاره.
واعلم أنا لو أردنا الإستقصاء على ذكر الأئمة عليهم السلام [بل](2) لو ذكرناهم واحدا بعد واحد لأوضحنا من قصة كل واحد ما هو أكبر دليل على أنه لا يعلم الغيب، وإن كان أصل الدليل على نفي ما قالوه أن لا دليل عليه، وإنما ذكرنا ما ذكرنا على وجه الإستظهار، وما عينا في أمر الأئمة المعصومين، والذين قامت الدلالة على عصمتهم ونفي وصمتهم، فمن بعدهم أبعد من ذلك ولا أحد يقول بالوحي بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإن قال فلا دليل له على قوله، وإن كانت الإمامية تقول: إن الأئمة تناجى، ولكن فما الدليل وليس لهم طريق إلى ذلك، وأما علم حوادث أصل الأخبار [بها](3) من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، [ولا شك أنها من معجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم](4)، وعلم ذلك حصل إليه من قبل الله عزوجل [بالوحي](5)، والمستور عنه علمه أكثر من الواصل إليه قال الله تعالى: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}[الإسراء:85]، وعلم الغيب من صفات الخالق لأنه عالم [لذاته](6) فلا تختص ذاته بمعلوم دون معلوم، فلا بد أن يعلم الجميع لفقد المخصص، والعبد عالم بعلم والمعلومات لا تتناهى فكيف يصح إيجاد علوم لا تتناهى!!!
مخ ۱۶۵