213

د قیمتي موتی قرارداد

العقد الثمين في شرح أحاديث أصول الدين

پوهندوی

محمد بن عبد الله الهبدان

خپرندوی

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م

د خپرونکي ځای

الرياض

فأما وجوب التمسك بالقرآن والاعتصام به وأن مخالفته كفر فهو معلوم من الدين بالضرورة، وقد نطق بذلك القرآن كما ذكرته من قبل هذا. ومن ذلك قوله تعالى: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِل إِليْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (الأعراف: من الآية ٣) . وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾ (هود: من الآية ١٧) . وقال تعالى: ﴿فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ (القلم: من الآية ٤٤) . وقد قدمت من دلائل الكتاب والسنة صدر هذا الفصل ما فيه كفاية وذكرى لكل ذي عقل. وقد خرج رزين بسنده عن ابن عمر ﵄ قال: نزل جبريل على رسول الله ﷺ فأخبره أنها ستكون فتن، قال: فما المخرج منها يا جبريل؟، قال: كتاب الله تعالى (١) . وقد روى مسلم عن زيد بن أرقم ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "ألا وأني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله، وهو حبل الله الذي من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة، وعترتي أهل بيتي" الحديث (٢) . وأما وجوب التمسك بسنة نبينا (وان مخالفتها كفر: فمن المعلوم بالضرورة أيضا، والقرآن يصرح بذلك في آيات كثيرة، والأحاديث متواترة. وقد قدمت في هذا الفصل ما فيه مقنع، لمن أراد أن يتبع سبيله الأرفع.

(١) انظر: جامع الأصول (٧/٩٥) ورقمه (٦٢٣٢) وقد ذكره ابن كثير في فضائل القرآن بمعناه عقب حديث الحارث عن عبد الله بن مسعود، وقال: رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه "فضائل القرآن" وقال: هذا غريب من هذا الوجه. (٢) رواه مسلم (٢٤٠٨) .

1 / 238