ورغب في التكميل وقد تشرف بمجالس السادات وكان منه ما كان حتى صار ملازما من المولى خير الدين معلم السلطان سليمان ثم درس في المدرسة السراجية باردنه بخمسة وعشرين ثم مدرسة مرادباشا بقسطنطينية بثلاثين ثم مدرسة محمود باشا بهذه المدينة باربعين ثم صارت وظيفته فيها خمسين ثم ساعده الدهر واعانه الزمان حيث وصل منها الى احدى المدارس الثمان بهمة اياس باشا الوزير الكبير بل بتقدير العزيز القدير ثم صار مأمورا من قبل السلطان سليمان بترجمة بعض الكتب الفارسية بالتركي فاتمها في قليل من الزمان فاعطاه مدرسة السلطان بايزيدخان ثم قلد قضاء حلب وقال في تاريخه الشيخ غرس الدين صاحب الفضل والادب :
بشراك يا شهبا لقد نلت الارب
وأتى الهنا في صالح نعم الطلب
زال العنا هنا قد اتاك صالح
فالشكر لله عليك قد وجب
بالعلم والحلم غدت اوصافه
اخو السخاء ابن التقى عالي النسب
فحاتم في الجود عنهم قد روى
ايضا لبيد عنهم يروي الادب
باليمن قد جاءت لنا اوقاته
يا سائلي تاريخه قاضي حلب
ثم عزل عنه وفوض اليه تفتيش احوال القاهرة فاصبحت بكمال استقامته عامرة فوجه اليه ثانيا قضاء حلب فلم يقبله ولم يرغب فاعيد الى مدرسته الاولى ثمانين ودام على الدرس بها سنين ثم قلد قضاء دمشق الشام ثم نقل الى قضاء مصر ذات الاهرام ثم عزل وبقي في الحزن والهم
ثم وجه اليه مدرسة ابي أيوب الانصاري بمائة درهم فعما قليل عميت عيناه فتقاعد بوظيفته المزبورة بالمدينة المسفورة فلما وصل عمر هذا العرنين الى حدود الثمانين اباده الزمان وأبلاه الدهر الخوان وذلك سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة وكان المولى المرحوم مشاركا في العلوم يحاكي السادة الكبار في السكينة والوقار وكان المرحوم ذا نفس زكية وراحة سخية يراعي الحقوق القديمة كما هو عادة الطباع السليمة محسنا الى اخوانه متفضلا على جيرانه وقد كتب رحمه الله حواشي على شرح المواقف وعلى
مخ ۳۶۹