قالت بولين: بالعكس. كان عندنا من يومين وعرفنا أنه لم يرها قط قبل العرس. ثم تبين أنها لم تكن على ما زين له من شباب وجمال وثراء.
ساد الصمت بيننا وفكرت في عبارة «كان عندنا من يومين.» وقامت فدارت بخزائن الكتب وانتقت اعترافات جان جاك روسو وكتابين آخرين. وطلبت من جاستون أن يسجل ما أخذته عنده ووعدت بإعادته في القريب. وعندما همت بالانصراف ودون أن أتمكن من لجم لساني سألتها عن البيانو وهل تعزف عليه.
نظرت إلي في عيني وقالت: قليلا.
ورافقها جاستون حتى الخارج.
الإثنين 8 يوليو
حضر السيد عمر أفندي نقيب الأشراف سابقا من دمياط إلى مصر، وتوجه مع الشيخ المهدي لمقابلة ساري عسكر فبش له ووعده بخير، ورد إليه بعض تعلقاته. ثم ذهب إلى داره، والناس تغدو وتروح إليه على العادة.
الخميس 11 يوليو
بقيت في المجمع حتى الغروب لأستمع إلى المصور دينون الذي عاد من الصعيد. رأيت أمامي كهلا نشيطا ذا شخصية آسرة. وكان يحمل معه مجموعة من الأوراق الكبيرة الملفوفة مثل الخرائط.
جلست بالقرب منه وفي يدي ورقة وقلم رصاص لأسجل حديثه. قال إنه تطوع منذ تسعة أشهر في جيش القائد ديزه الذاهب إلى الصعيد. وأسماه الأهالي بجيش المعلم يعقوب لأن ديزه أخذ معه كبير الأقباط ليسلك له الأمور ويعرفه على المخبوءات. وقال إنه كان يسكن أغلب الوقت مع الجنرال بليار وكان ذلك أشق ما في المغامرة.
تصاعدت الضحكات. مضى يقول: وبالرغم من ذلك لم يفتر حماسي. كنت قد حصلت على ورق وأقلام رصاص من عند صديقنا كونتيه، فأخذت أرسم الناس والمعابد وكل شيء. وعندما تنفد أقلام الرصاص كنا نصهر رصاص البنادق ونصنع منه الأقلام. وقبل أن أصل جرجا أصابني الرمد والتصقت جفون عيني. ومع ذلك واصلت الرسم.
ناپیژندل شوی مخ