الجمعة 2 يناير
طول اليوم أفكر فيما قالته لي وما جرى بيننا. وكيف لم أستطع مقاومتها. وخالجني شيء من الزهو بأن بونابرته مهتم بالمرأة التي أحبها وتحبني. أحاول التماس الأعذار لها، فزوجها ليس هنا. ثم من يستطيع أن يرفض طلبا لساري عسكر؟
الجمعة 4 يناير
وقع اليوم حادث غريب؛ فقد اشتكى جاستون من ضياع أحد دفاتره. وفتش منضدته ثم سألني عنه. قلت: إني لم أره. لم يصدقني وأصر على تفتيش منضدتي والخزانة خلفي، ثم فتش منضدة بولين، ولم يعثر على الدفتر.
الأحد 6 يناير
وجدت نفسي أتجه إلى منزلها بعد الغروب. انزويت في زاوية بين دكانين على الناحية الأخرى بحيث أتمكن من رؤية مدخل المنزل. وقفت طويلا لا أجسر على الاقتراب وأنا أرتجف من البرد. وفجأة رأيت جاستون آتيا من ناحية بيت بونابرته. تنحى له الحارس فدخل. ومر وقت طويل. كنت أتمزق، وخيل لي أنه سيقضي الليلة معها، ثم خرج بعد قليل. وانطفأت الأضواء. وعندما ساد الظلام انصرفت وأنا أبكي.
الإثنين 7 يناير
في الصباح أخذ جاستون يتطلع إلي بنظرة غريبة. وفي العصر ذهبت على قدمي مرة أخرى إلى الأزبكية. رأيتها تغادر المنزل وتستقل إحدى مركبات ساري عسكر الفاخرة. عدت أدراجي وتوقفت عند المقهى. لم يكن عبد الظاهر أو حنا موجودين. جلست فوق أريكة طويلة بلا مساند مفروشة بالحصر إلى جوار رجل معمم يدخن نارجيلة بمبسم من الرخام الشفاف. شربت قهوة في فنجان صغير من الخزف مستورد من ألمانيا وضع في صحن صغير من النحاس. استمعت إلى الآلاتية يغنون:
على إيش يا منى قلبي ترضى بالصدود،
وتشمت لتعذيبي عذولي،
ناپیژندل شوی مخ