هيا يا أطفال الوطن،
حل يوم المجد،
إلى السلاح يا مواطنون، إلى السلاح.
طلبت مني أن أكرر الكلمات حتى حفظتها.
جمع جاستون أوراقه وغادر القاعة دون أن يوجه إلينا كلمة. وقالت لي إن المواطن فورييه مسرور من عملي، وقرر أن أستمر فيه عند عودة إبراهيم الصباغ.
قرأت معها بعض الأمثال من كتاب الدمنهوري. وضحكت لواحد يقول «التزوج فرح شهر وغم دهر وكسر ظهر». وقالت: تماما. وبعد قليل اقترحت أن أصعد معها إلى غرفتها لتسمعني النشيد على آلة موسيقية. غادرنا مقعدينا واتجهنا إلى باب القاعة الداخلي. عندما وصلناه التفتت خلفها واكتسحت القاعة ببصرها ثم ارتقت الدرج. صعدت خلفها وأنا أتحاشى النظر إلى مؤخرتها الدقيقة.
ولجنا مسكنا صغيرا من غرفتين متصلتين، في إحداهما بيانو كبير، أزالت غطاءه وجرت بأصابعها فوق مفاتيحه. قالت إنها حصلت عليه من أحد أولاد البلد الإفرنج. ثم جلست على مقعد أمامه ووقفت إلى جوارها. عزفت موسيقى النشيد. ثم تناولت دفترا من فوق الآلة وفتحته على صفحة مليئة بلغة غريبة أخذت تقرأ منها وهي تعزف بعض القطع الموسيقية التي لم أستسغها.
سألتها عما في الدفتر، فقالت إنه اللحن مكتوبا، فالنغمات تتحول إلى علامات وإشارات.
تعجبت قائلا: كيف يمكن كتابة الموسيقى؟
قالت: سأريك. غن لي شيئا من موسيقاكم.
ناپیژندل شوی مخ