ظهرت عساكر الفرنساوية فجأة في الشوارع وعند الأبواب، واحتاطوا بالبلد، ووقعت هوجة عظيمة في الناس، وكرشة وشدة انزعاج، وأكثرهم لا يدري حقيقة الحال.
السبت 14 يونيو مساء
تبين أن ساري عسكر كليبر كان يسير مع كبير المهندسين داخل البستان الذي بداره بالأزبكية، فدخل عليه شخص وقصده، فأشار إليه بالرجوع، وقال له: «مافيش» وكررها، فلم يرجع، وأوهمه أن له حاجة وهو مضطر في قضائها، وعندما دنا منه مد إليه يده اليسرى كأنه يريد تقبيل يده، فمد إليه كليبر يده، فقبض عليه وضربه بخنجر كان أعده في يده اليمنى أربع ضربات متوالية شقت بطنه وسقط إلى الأرض صارخا، فصاح رفيقه المهندس، فسمع العسكر الذين خارج الباب صرخة المهندس، فدخلوا مسرعين، فوجدوا كليبر مطروحا وبه بعض الرمق، ولم يجدوا القاتل فانزعجوا، وضربوا طبلهم وخرجوا مسرعين، وجروا من كل ناحية يفتشون عن القاتل.
ولم يزالوا يفتشون عليه حتى وجدوه منزويا في البستان المجاور لبيت ساري عسكر بجانب حائط منهدم، فقبضوا عليه وسألوه عن اسمه وعمره وبلده، فوجدوه الحلبي المسمى سليمان وذكر لهم أسماء أصدقائه.
ثم إنهم أمروا بإحضار الشيخ عبد الله الشرقاوي، والشيخ أحمد العريشي القاضي، وأعلموهم بذلك وعوقوهم إلى نصف الليل، وألزموهم بإحضار الجماعة الذين ذكرهم القاتل، فركبوا وصحبتهم الأغا، وحضروا إلى الأزهر، وطلبوا الجماعة فوجدوا ثلاثة منهم، ولم يجدوا الرابع، فأخذهم الأغا وحبسهم ببيت قائمقام بالأزبكية.
عندما علمت من أستاذي بهذه الأنباء استولى علي الخوف. هل ذكر لهم سليمان اسمي؟
الأحد 15 يونيو
لا أنام الليل في انتظار أن يطلبوني.
الإثنين 16 يونيو
رتبوا صورة محاكمة لسليمان وزملائه على طريقتهم في دعاوى القصاص.
ناپیژندل شوی مخ