أحضرت لي المرأة الشامية شراب التمر هندي، وأحضرت لبولين نرجيلة تمباك.
لمحت مسحة من الحزن على وجهها. وبدأت تنفث أنفاس الدخان في عصبية.
قدمت إليها هديتي فضحكت، وقالت إنها مبسوطة هكذا وإن نساء البلاط كن يحلمن بقوام مثلها.
ثم أضافت: أنتم يا مصريين تحبون اللحم الوفير.
قلت إني توقعت رحيلها مع بونابرته. قالت إنها لم تعلم برحيله إلا في اللحظة الأخيرة.
أطرقت نحو الأرض وعبثت بيدها بقماش ردائها، ثم استطردت: كان لا بد أن أتوقع ذلك عندما حضرت مركبة في منتصف الليل تقل مونج وبرتولليه وبارسيفال. وانضموا إليه في الحديقة حيث كان يتمشى مع دينون، وكنت في طرقة أخرى. ثم ناداني وربت على خدي قائلا إنه مسافر الآن وسيعود بعد شهرين أو ثلاثة. ثم ركب إلى بولاق ومنها أخذ سفينة إلى رشيد.
ضحكت فجأة وقالت: هل تعلم ماذا قال كليبر لرفاقه عندما علم برحيل بونابرته؟ قال: أيها الأصدقاء إن هذا الخول تركنا وسراويله مملوءة خراء، وسنعود إلى أوروبا وندعكها في وجهه.
ذكرت لها ما سمعته من أستاذي عن إشادة كليبر ببونابرته في الديوان.
هزت رأسها قائلة إنه يقول عنه إنه انتهازي عاجز عن تنظيم أي شيء ومستهتر. ويحتاج إلى مورد شهري لا يقل عن عشرة آلاف جندي.
انحنت لتسوي نار النارجيلة فانفرج رداؤها عن صدرها. ولمحت جانبا من ثديها الصغير. اشتعلت النار في جسدي، ورفعت هي عينيها إلي مبتسمة في خبث.
ناپیژندل شوی مخ