عماد البلاغه لافقهسی
عماد البلاغة للافقهسي
ژانرونه
وأبخل من كلب عقور على عرق طنين الذباب : يضرب للكلام يستهان ولا يبالى به؛ قال حضرمي بن عامر (¬1) : "من الطويل"
ما زال إهداء القصائد بيننا شتم الصديق وكثرة الألقاب
حتى تركت كأن أمرك بينهم في كل مجمعة طنين ذباب
وقال ابن عروس: "من الكامل"
يا من يروعه طنين ذباب ويفل عزمته صرير الباب
فجعله يرتاع مما لا يرتاع منه.
طوق الحمامة : يضرب لما يلزم ولا يبرح ، وأطبق العرب والشعراء على أن الحمامة هي التي كانت دليل نوح ورائده، وهي التي استجعلت عليه الطوق الذي في عنقها، فأعطيت تلك الزينة، ومنحت تلك الحلية، بدعائه ، حين رجعت إليه ومعها من الكرم ما معها، وفي رجليها من الطين ما فيهما، فعوضت من ذلك خضاب الرجلين، ومن حسن الطاعة طوق العنق. وفيها قال أمية بن أبي الصلت: "من الوافر"
وأرسلت الحمامة بعد سبع تدل على المهالك لا تهاب
/ فعادت بعد ما ركضت بشيء من الأمواه والطين الكباب 51ب
فلما فتشوا الآيات صاغوا لها طوقا كما عقد السخاب
إذا ماتت تورثه بنيها وإن تقتل فليس له استلاب
والعرب تسمي القماري واليمام والفواخت والوراشين وما جانسها كلها
حماما، بالاسم العام، وفرقوها بالاسم الخاص؛ ورأينا صورها متشابهة وإن كان في أجسامها بعض الاختلاف، وتتشابه من طريق الزواج، ومن طريق الدعاء والغناء والنوح، وكذا في القد وصورة العنق والرجل والرأس والساق وقصب الريش وقد أكثر الشعراء في طوق الحمام والتمثل به؛ قال المتنبي :
"من الوافر"
أقامت في الرقاب له أياد هي الأطواق والناس الحمام
وقال الباهلي: "من الوافر"
أبى لي أن أطيل الشعر قصدي إلى المعنى وعلمي بالصواب
فأبعثهن أربعة وخمسا بألفاظ مثقفة عذاب
مخ ۱۲۰