جندي :
عين التي ستكلمونني بها.
الشريف الثاني :
يجب أن يحسبنا عصبة من الغرباء، في خدمة الأعداء، وهو يعرف قدرا قليلا من لغات الأقاليم المجاورة كلها، فليتحدث كل واحد منا باللسان الذي يخترعه لنفسه، حتى نبدو كأننا لا نعرف ما يتحدث به كل منا للآخر، فإذا بدا أننا نعرف شيئا فهو غرضنا المباشر، فيكون كلامنا كالغربان نعيقا، وليكن ثرثرة متقنة وصياحا وزعيقا، أما أنت أيها الترجمان، فلتستعن السياسة، ولتحذق الوساطة، هلموا اختبئوا، ها هو ذا قادم، إنه سيقضي ساعتين نائما، ثم يعود فيقسم على الأكاذيب التي يخترعها أنه لمن الصادقين. (يدخل بارولس.)
بارولس :
الساعة العاشرة، في هذه الساعات الثلاث فسحة كافية للذهاب إلى البيت وما سأقول إنني قد فعلته؟ ينبغي أن يكون ما يؤيده اختراعا بارعا، وتلفيقا متقنا يؤدي إلى المراد منه، لقد بدءوا يشتمون رائحتي، ويبصرون دخاني، وأخذت الفضيحة في هذه الأيام تدق بابي، وأرى لساني مفرطا في الجرأة والبيان، ولكن قلبي لا يزال يواجه مخاوف النزال والطعان، فلا يجسر على ما يرويه اللسان.
الشريف الثاني :
هذه أول كلمة حق أجرم لسانك فنطق بها.
بارولس :
أي شيطان هذا الذي دفعني إلى التعهد باسترداد هذه الطبلة وأنا العليم بأن استردادها ضرب من المحال، وما دمت أعلم أن هذا المطلب ليس هدفي؟ لا معدى عن إصابة نفسي ببعض الجراحات، لأقول إنني تلقيتها في المعارك، ولكن الجروح اليسيرة لن تؤدي المراد، فسيقولون ألم تخرج منها إلا بهذه الخدشات؟ ولست على الجروح النجل بقادر، ولا على الأذى البالغ بالجسور، فما الحجة إذن وما الحيلة؟ ... أيها اللسان ... لا بد لي من أن أضعك في فم بائعة زبد
ناپیژندل شوی مخ