فروى مجالد، عن الشعبي. ويونس بن أبي إسحاق، عن أبيه أن أهل العراق بايعوا الحسن، وسار بهم نحو الشام. وجعل على مقدمته قيس بعد سعد. وأقبل معاوية حتى نزل منبج. فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكره: قتل قيس بن سعد. فشد الناس على خيمة الحسن فنهبوها. وطعنه رجل بخنجر، فتحول إلى القصر الأبيض، وسبهم وقال: لا خير فيكم. قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا. ثم كتب إلى معاوية على أن يسلم إليه بيت المال، وأن لا يسب عليًا بحضرته، وأن يحمل إليه خراج فسا ودارابجرد كل سنة. فأجابه.
فكتب إليه أن أقبل. فسار معاوية من منبج إلى مسكن في خمسة أيام. فسلم إليه الحسن الأمر، ثم سارا حتى دخلا جميعًا الكوفة. وتسلم الحسن بيت المال، وكان فيه سبعة آلاف ألف درهم، فاحتملها وتجهز إلى المدينة، وأجرى معاوية على الحسن في السنة ألف ألف درهم.
وقال عمرو بن دينار: لما توفي علي بعث معاويه عهدًا: إن حدث به حدث ليجعلن هذا الأمر إلى الحسن.
وصح في البخاري عن الحس البصري قال: استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال.
فقال عمرو بن العاص: إني لأرى كتائب لا تولي حتى يقتل أقرانها.
فقال له معاوية، وكان والله خير الرجلين: أي عمرو. إن قتل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء، من لي بأمور المسلمين؟ من لي بنسائهم وضعفتهم؟ فبعث إليه برجلين عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريز في الصلح.
1 / 35