عزيزي هوكر، أرى ردك على هارفي جيدا إلى حد «مثير للإعجاب». كنت ستجني ثروة طائلة إذا عملت محاميا. ما أغرب أن يغفل هارفي في ورقته البحثية عن التدرج في حالة الزهور! لكن أكثر ما يبهرني أنه يفترض بي بالطبع أن أكون أدرى بكتابي الذي ألفته بنفسي من أي شخص آخر، ومع ذلك، ويا للعجب، فإنك طرحت عددا هائلا من الحجج التي لم تخطر ببالي! أرى أن استشهادك بالتصنيف (أقصد ذلك الذي افترضته لحالات مثل نبات «أسبيكاربا»
Aspicarpa ) «ممتاز»؛ لأن نباتات بيجونيا المشوهة بكل تفاصيلها تنتمي إلى نوع بيجونيا بلا شك. لم يخطر ذلك ببالي، ولا الخطوة «الارتجاعية» من جنسين منفصلين إلى حالة خنثى، ولا انخفاض مستوى خصوبة النباتات المشوهة. يا له من عار علي!
سيقول العالم أي محام ذاك الذي فقدناه إذ صار عالم نباتات «فحسب»!
إلى اللقاء، يا أستاذي العزيز الذي تتفوق علي في موضوعي الذي ابتدعته بنفسي.
تقبل خالص مودتي
سي داروين
يملأ السرور أعماق قلبي بأن أراك تستحسن الفصل المتعلق بالتصنيف.
ترى ماذا سيكون رأي هارفي. لكني أظن أنه لا يمكن لأي شخص في البداية أن يدرك أنه هزم في جدال ما. [تشير الخطابات التالية إلى الترجمة الأولى (عام 1860) لكتاب «أصل الأنواع» إلى الألمانية، التي أشرف عليها إتش جي برون، المتخصص البارع في علم الحيوان وعلم الحفريات، والذي كان آنذاك في فرايبورج، ثم صار أستاذا جامعيا في هايدلبرج. قيل لي إن الطبعة المترجمة لم تكن ناجحة؛ إذ بقي أسلوب الترجمة جليا في الكلام؛ ولذا لم تكن القراءة ممتعة. أضاف برون إلى الترجمة ملحقا بالصعوبات التي واجهته. من هذه الصعوبات على سبيل المثال : كيف يمكن للانتقاء الطبيعي أن يفسر الاختلافات بين الأنواع، عندما يبدو أن هذه الاختلافات لا تفيد أصحابها، مثل طول الأذنين والذيل، أو الطيات في مينا الأسنان لدى أنواع مختلفة من القوارض؟ ينتقد كراوزه في كتابه، «أعمال تشارلز داروين»، الصفحة 91، معالجة برون لهذه المسألة، لكن سيتضح أن والدي اقترح إضافة تعليقات برون في واقع الأمر. ووجه كراوزه إلى برون اتهاما أخطر (المرجع السابق، الصفحة 87) بقوله إنه أهمل الفقرات التي لم يستحسنها، مثل الفقرة (الواردة في كتاب «أصل الأنواع» الطبعة الأولى، الصفحة 488) القائلة بأن «الضوء سيلقى على أصل الإنسان وتاريخه»، على سبيل المثال. ليس لدي أي دليل على ما إذا كان والدي على دراية بهذه التعديلات أم لا.]
من تشارلز داروين إلى إتش جي برون
داون، 4 فبراير [1860]
ناپیژندل شوی مخ