الموقف كالتالي: سأنشر في كتابي القادم فصولا طويلة عن تباين البراعم والبذور، وعن الوراثة والارتداد، وآثار الاستخدام وعدم الاستخدام، وغير ذلك. وأنا أفكر أيضا منذ سنوات عديدة بشأن أشكال التكاثر المختلفة. ومن ثم، صرت شغوفا بمحاولة الربط بين كل هذه الحقائق بفرضية ما. والمخطوطة التي أود إرسالها إليك تقدم هذه الفرضية؛ صحيح أنها فرضية متسرعة ومبدئية جدا، لكنها منحتني ارتياحا عقليا كبيرا، وأستطيع أن أبني عليها مجموعات كثيرة جدا من الحقائق. أعرف جيدا أن الفرضية عندما تكون فرضية بحتة، وهذه لا تعدو كونها ذلك، تكون ضئيلة القيمة، لكن هذه الفرضية مفيدة جدا لي لأنها تعد بمثابة تلخيص لفصول معينة. الآن، أرغب بشدة في أن تصدر حكمك بإيجاز، كأن تقول لي «احرقها»، أو تقول، وهذا هو أفضل حكم مستحسن يمكن أن أتمناه، «إنها تربط ربطا مبدئيا بين حقائق معينة، ولا أظنها ستفارق عقلي على الفور». إذا استطعت أن تقول هذا القدر الكبير، ولم ترها سخيفة تماما، فسأنشرها في فصلي الختامي. الآن هل ستسدي إلي هذا الصنيع؟ يجب أن ترفض إذا كنت منهكا من فرط العمل.
يجب أن أقول عن نفسي إنني بطل لأنني أعرض فرضيتي لمصيبة انتقادك الشديدة.
12 يوليو [1865؟]
عزيزي هكسلي
أشكرك من صميم قلبي على أنك درست مخطوطتي بإمعان شديد جدا. لقد كان هذا تصرفا لطيفا حقا. كنت سأتضايق للغاية لو أنني أعدت نشر آراء بوفون، والتي لم أكن أعرف بها، لكني سأحصل على الكتاب؛ وإذا أسعفتني عافيتي، فسأقرأ ما كتبه بونيه أيضا. لا أشك في أن حكمك عادل تماما، وسأحاول إقناع نفسي بعدم النشر. المسألة برمتها أشد اعتمادا على التخمين مما ينبغي، وإن كنت أرى أنه سيتحتم تبني مثل هذه الرؤية، عندما أتذكر بعض الحقائق مثل الآثار الموروثة للاستخدام وعدم الاستخدام، وما إلى ذلك. لكني سأحاول توخي الحذر ... [1865؟]
عزيزي هكسلي
سامحني على كتابتي بالقلم الرصاص؛ فهذا ما أستطيع فعله وأنا مستلق. قرأت ما كتبه بوفون؛ توجد صفحات كاملة تشبه ما كتبته إلى حد مثير للضحك. من المدهش كم أن المرء يصبح صادقا عندما يرى آراءه ممثلة في كلمات رجل آخر. إنني خجلان بعض الخجل من المسألة برمتها، لكني لم أصبح غير مؤمن بها. لقد أسديت لي صنيعا كبيرا ب «حدة ملاحظتك الثعلبية». ومع ذلك، يوجد فرق جوهري بين آراء بوفون وآرائي. فهو لا يفترض أن كل خلية أو ذرة من الأنسجة تطرح برعما صغيرا، بل يفترض أن النسغ أو الدم يتضمن «جزيئاته العضوية»، «التي تتشكل بالفعل» ملائمة لتغذية كل عضو، وعندما يكتمل تشكيل هذا العضو، تتجمع هذه الجزيئات لتشكل البراعم والعناصر الجنسية. صحيح أن التكهن بالطريقة التي تكهنت بها محض هراء، لكني، إذا أسعفتني عافيتي على الإطلاق لنشر كتابي القادم، أخشى ألا أقاوم إغراء فرضية «شمولية التكوين»، لكني أؤكد لك أنني سأدرجها بتواضع كاف. أرى أن المسار العادي لتطور الكائنات التي تتكون فيها أعضاء جديدة في مواضع بعيدة جدا عن الأجزاء السابقة المشابهة، مثل كائنات شوكيات الجلد، من الصعب للغاية أن يتوافق مع أي رأي ما عدا الرأي القائل بوجود انتشار حر في أصل أجنة كل عضو جديد منفصل أو بريعماته، وكذلك الأمر في حالات الأجيال المتعاقبة. لكني لن أطيل الثرثرة عن هذا القدر. أشكرك من صميم قلبي يا أفضل النقاد وأعلم الرجال ... [تتناول الخطابات التالية تاريخ عام 1866.]
من تشارلز داروين إلى إيه آر والاس
داون، 5 يوليو [1866]
عزيزي والاس
ناپیژندل شوی مخ