چارلس ډاروین: د هغه ژوند او لیکونه (برخه لومړۍ): په خپلواکۍ سره د چارلز ډاروین د ځانګړنو سره
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
ژانرونه
لقد انتهى التفاعل بينهما بصورة عملية في عام 1831، حين ودع أبي هربرت في كامبريدج، وذلك حين انطلق في رحلة «البيجل.» وقد التقيت بالسيد هربرت ذات مرة وكان رجلا عجوزا حينذاك، ولقد أدهشني الدفء الواضح والمودة الصافية التي تذكر بها أبي. وتنتهي الملاحظات التي استشهدت بها بهذا الثناء الكريم: «لن يكون من المجدي أن أتحدث عن قدراته الفكرية الهائلة ... غير أنني لا أستطيع أن أنهي هذا الوصف السريع والمتشعب دون أن أدلي بشهادتي، وأنا لا أشك بأن جميع زملائه من الكلية الذين لا يزالون على قيد الحياة سيتفقون معي أنه كان أصدق الأصدقاء، وأطيبهم قلبا، وأكرمهم، وأكثرهم مودة، وأنه كان يؤيد كل ما هو خير وحقيقي، وأنه كان يمقت كل ما هو زائف أو دنيء أو قاس أو شرير أو غير شريف. إنه لم يكن عظيما فحسب، بل كان خيرا دون نزاع، وكان عادلا ومحبوبا.»
وتوجد قصتان سردهما السيد هربرت توضحان أن مشاعر أبي تجاه المعاناة، سواء كانت معاناة إنسان أو حيوان، قوية للغاية وبالدرجة نفسها منذ شبابه وحتى أيامه الأخيرة، وأولاهما كالتالي: «قبل أن يغادر كامبريدج، أخبرني بأنه قد قرر ألا يمارس الصيد بعد الآن؛ إذ إنه قد قضى يومين في الصيد في ضيعة صديقه السيد أوين في وودهاوس، وفي اليوم التالي، بينما كانا يمران بجانب من الأرض التي اصطادا عليها في اليوم السابق، وجد طائرا لم يمت، بل كان يعاني من طلقة قد أصابته في اليوم السابق. وقد ترك ذلك انطباعا أليما للغاية في ذهنه، حتى إنه لم يستطع التصالح مع ضميره بشأن استمراره في أن يستمد المتعة من هذه الرياضة التي تخلف مثل هذه المعاناة القاسية.»
ولكي ندرك قوة هذا الشعور الذي أدى إلى هذا القرار، يجب أن نتذكر مدى شغف أبي وحبه لهذه الرياضة، وأن نتذكره وهو صبي وقد صاد أول طائر شنقب له،
2
وكانت يداه ترتعشان من فرط الإثارة حتى إنه تمكن بالكاد من إعادة تعبئة بندقيته. أو يمكننا أن نفكر في جملة مثل «بروحي إن هي إلا مدة أسبوعين حتى بداية موسم الصيد، وإن كانت هناك من نعمة على الأرض، فهي الصيد.» (وهي التي قد كتبها أبي في خطاب إلى دابليو دي فوكس).
وأما القصة الأخرى التي يرويها السيد هربرت، فهي توضح أيضا رقة قلبه:
حين كنت أنا وهو في بارماوث، ذهبنا إلى عرض ل «الكلاب المدربة». وفي خضم هذا العرض الترفيهي، عجز كلب عن تنفيذ الخدعة التي أمره صاحبه بتنفيذها. وحين وبخه الرجل، أبدى الكلب تعبيرا مثيرا للشفقة كما لو كان خائفا من ضربه بالسوط. وحين رآه داروين، طلب مني أن أغادر معه قائلا: «هيا بنا، لا أستطيع أن أتحمل هذا أكثر من ذلك؛ لا بد أنهم يبرحون هذه الكلاب المسكينة ضربا.»
ومن اللافت للنظر أن هذا الشعور نفسه قد راود أبي بعد مرور هذه الحادثة بخمسين عاما حين رأى عرضا للكلاب في المتحف المائي في ويستمينستر، وفي هذه المرة، كان المدير قد أكد له أن الكلاب قد تدربت بالإثابة أكثر من العقاب. ويستطرد السيد هربرت في ملاحظاته قائلا: «لقد كان يحرك لدى المرء أعمق المشاعر، حين يتحدث عن أهوال تجارة العبيد مهاجما ومستنكرا، أو يتحدث عن مظاهر القسوة التي يتعرض لها البولنديون في وارسو ... هذه الأمور وغيرها من الأدلة قد تركت في ذهني اقتناعا بأنه لم يعش من قبله إنسان أكثر منه رقة وعطفا على الإنسانية.»
ويتفق أصدقاؤه القدامى من الكلية في الحديث بعاطفة دافئة عن طبيعته الودودة الكريمة وهو شاب. وبناء على ما تمكنوا من إخباري به، فقد تشكل لدي انطباع عن شاب يفيض بالحيوية، ويعيش حياة صحية متنوعة المشارب، لا حياة ليس فيها إلا العمل الدءوب في الدراسات المقررة في الكلية، بل هي مليئة بالاهتمامات الأخرى، التي كانت تمارس بحماس مبهج. الاهتمام بالحشرات وركوب الخيل والصيد في المستنقعات ومناسبات العشاء ولعب الورق وموسيقى كنيسة كينجز كوليدج والصور المنقوشة في متحف فيتسويليام وجولاته مع البروفيسور هنزلو؛ كل هذه الأمور قد اجتمعت معا لتملأ حياته بالسعادة. ويبدو أنه كان ينقل حماسه للآخرين؛ إذ يحكي السيد هربرت كيف أنه خلال هذا الصيف الذي قضياه في بارماوث، قد انضم بصفة مؤقتة إلى خدمة «العلم»، وهو ما كان يعني به أبي جمع الخنافس. كانا يقومان بجولاتهما اليومية معا بين التلال الواقعة خلف بارماوث، أو يتنقلان بالقارب عند مصب نهر ماوذاك، أو يبحران إلى سارن بادريج ليرسوا هناك في المياه الضحلة، أو يذهبان لصيد الذباب في بحيرات كورس-واي-جيدول. «في هذه المناسبات، كان داروين يمارس اهتماما بالحشرات بدأب شديد، فلا يبرح يلتقط العديد من الكائنات في أثناء سيره، ويضع في حقيبته جميع الأشياء التي يبدو أنها تستحق الاهتمام بها، أو المزيد من الفحص. وبعد فترة قصيرة، زودني بزجاجة من الكحول، والتي كان علي أن أضع بها أي خنفساء يبدو لي أنها من نوع غير معتاد. وقد أديت هذه المهمة ببعض الاجتهاد في جولاتي التي كنت أقوم بها سيرا على الأقدام، لكن للأسف نادرا ما كانت قدرتي على التمييز تمكنني من الحصول على مكافأة؛ فقد كانت النتيجة المعتادة حين يفحص محتويات زجاجتي، هي التعجب قائلا: «حسنا يا تشيربيري العجوز» [مشيرا بالطبع إلى هربرت لورد تشيربيري] (وهو اللقب الذي منحني إياه وكان يخاطبني به في العادة) ويضيف: «لن ينفعني شيء من كل هذا.»» ومرة أخرى، يقول الكاهن تي باتلر، الذي كان أحد أعضاء نادي القراءة ببارماوث في عام 1828: «لقد نقل إلي الاهتمام بعلم النبات، الذي قد لازمني طوال حياتي.»
أما رئيس الشمامسة واتكينز، وهو صديق آخر من أصدقاء والدي القدامى من الكلية، فيتذكر والدي وهو يفتش عن الخنافس في أشجار الصفصاف بين كامبريدج وجرانتشيستر، ويتحدث عن خنفساء معينة يتذكر أن اسمها هو «خنفساء الصليب» [خنفساء الصليب الأرضية]. لا بد أن أبي كان قد ابتهج بحماس شديد بشأن هذه الخنفساء لدرجة أن ينطبع اسمها في ذهن صاحبه فيتذكره بعد نصف قرن! ويستطرد واتكينز قائلا: «لا أنسى المحادثات الطويلة الشائقة التي دارت بيننا عن المناظر الطبيعية والنباتات الاستوائية بجميع أنواعها في البرازيل. وكذلك لا أنسى كيف أنه كان يحك ذقنه بحدة حين كان يتحمس بشأن هذه المواضيع، وكان يتحدث بفصاحة عن النباتات المتسلقة الخشبية والسحلبيات وغير ذلك.»
ناپیژندل شوی مخ