چارلس ډاروین: د هغه ژوند او لیکونه (برخه لومړۍ): په خپلواکۍ سره د چارلز ډاروین د ځانګړنو سره
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
ژانرونه
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
داون، 1 مارس [1854]
عزيزي هوكر
انتهيت أمس مساء من قراءة المجلد الأول [من كتاب «مذكرات الهيمالايا»]، وأهنئك بإخلاص شديد على إنتاج «كتاب من الطراز الأول»؛ كتاب سيكتب له الخلود بلا ريب. ولا يساورني شك أنه سيأخذ مكانه الصحيح باعتباره معيارا، ليس فقط لأنه يحتوي على مادة قوية بحق، لكن أيضا لأنه يعطي صورة للبلد بالكامل؛ فبإمكان المرء أن يشعر أنه قد رآه (مثلما انتابني شعور غير مريح للغاية عند القراءة عن بعض الجسور والمنحدرات الشديدة)، وكذلك «يدرك» كل السمات الطبيعية الرائعة. لديك بالفعل سبب للفخر؛ فلتتأمل كم هم قليلون الرحالة الذين لديهم معرفة عميقة بمجال واحد، واستطاعوا إلى جانب ذلك أن يضعوا خريطة (والتي هي بالمناسبة إحدى أكثر الخرائط التي رأيتها تميزا، ولهذا السبب أدعو لك بالبركة) وأن يدرسوا الجيولوجيا والأرصاد الجوية! كنت أعتقد أنني أعرفك معرفة جيدة جدا، لكن لم يكن لدي أدنى فكرة أن أسفارك كانت هي هوايتك؛ لكنني سعيد بالكتاب بحق؛ فأنا على يقين أنه لن يأتي عليك أنت والسيدة هوكر أبدا الوقت الذي لن تشعرا فيه بالفخر حين تتذكران الجهد الذي بذل في هذين المجلدين الرائعين.
إن خطابك، الذي تلقيته هذا الصباح، أثار اهتمامي «لأقصى درجة»، وأشكرك بحق على إخباري بتطلعاتك وأفكارك القديمة. وكل ما تقوله يزيد من شعوري العميق بالسعادة من الإهداء، لكن هل تذكر، أيها الرجل الشرير، أنك سألتني كيف سيكون شعور لايل حيال إهداء العمل إليه في اعتقادي؟ أتذكر كيف أجبت بحزم، وأفترض أنك أردت أن تعرف كيف سأشعر؛ من كان يتخيل أنك بهذا المكر؟ إنني سعيد أنك أبديت القليل من الطموح حيال كتابك؛ فلا بد أنك تذكر أنني طالما وبختك لعدم إيلاء قدر أكبر من الاهتمام بالشهرة، رغم أنني يجب، في نفس الوقت، أن أقر أنني كنت أحسدك وأبجلك لكونك متحررا (متحررا للغاية، كما اعتقدت دائما) من هذه العلة التي تعد «آخر رذيلة يتخلى عنها ...» ولا تقل «ليس لدي سابقة قط في هذا الشأن؛ كان الشبح موجودا دائما» لأنك سرعان ما ستجد أشباحا أخرى ماثلة أمامك. كم أعرف هذا الشعور جيدا، بل كانت معرفتي به في الماضي أكثر حيوية؛ لكن أعتقد أن حالة معدتي قد أوهنت لحد كبير حماسي السابق الصرف للعلم والمعرفة.
إنني أكتب خطابا طويلا لدرجة غير معقولة، لكن لا بد أن أعود إلى كتابك، الذي لم أقل عنه أي شيء بالتفصيل. بادئ ذي بدء، تبدو لي الصور والخرائط أفضل ما رأيت على الإطلاق؛ ويبدو لي الأسلوب واضحا وضوحا مثاليا في كل الأجزاء (ويا لها من فضيلة نادرة الوجود!) وبعض الفقرات بليغة حقا. كم هي ممتازة الطريقة التي وصفت بها الوديان العلوية، وكم هو بغيض طقسها! تملكني هلع شديد من تلك الليلة المخيفة التي تساقطت فيها الثلوج والتي قضيتها على منحدرات كينتشين. ولم أندهش لشيء قدر اندهاشي من قوتك البدنية؛ وكل تلك الجسور المزعجة! حسنا، الحمد لله! إنه ليس من المرجح «كثيرا» أنني قد أذهب إلى الهيمالايا على الإطلاق! لقد أثار اهتمامي الكثير من الجوانب العلمية، خاصة كل ما ورد عن تلك الركامات الجليدية الرائعة. أعتقد بالطبع أنني أتخيل الوديان بوضوح أكثر إلى حد ما، ربما لرؤية وديان تاهيتي. لا يمكنني الشك أن الهيمالايا تدين فيما يتعلق بكل معالمها للمياه الجارية، وأنها تعرضت لهذا النشاط لمدة أطول من أي جبال (وصفت حتى الآن) في العالم. يا له من تناقض مع جبال الأنديز!
ربما تود أن تسمع القليل جدا الذي يمكنني قوله من نقد، وهذا ينطبق فقط على البداية؛ حيث لم تكن هناك «انسيابية» كافية (وهو الأمر الذي فاجأني) حتى بلغت مدينة ميرزابور على نهر الجانج (لكن الجزء الخاص بقطاع الطريق الهنود كان مثيرا للاهتمام للغاية)، حيث بدا أن التيار حملك على نحو أكثر رصانة لجمل أطول وحقائق ومناقشات أكثر امتدادا، إلخ. أتساءل ما إذا كان هذا الجزء لا يمكن تلخيصه في الطبعة الجديدة (إنني مسرور لما سمعته عن أن موراي قد باع الطبعة الأولى كلها). وإذا وضع الجزء الخاص بالطقس في حواش سفلية، فإنني أعتقد أن هذا سيكون من قبيل التحسين الجيد. إن رؤية الأسماء اللاتينية مكتوبة بخط مائل، وكلها مختلطة بأسماء إنجليزية مكتوبة بخط عادي تجعلني حزينا للغاية، رغم أن العالم بأسره يرى بخلاف ذلك، لكن لا بد أن أتحمل هذا العبء، حيث يبدو أن كل رجال العلم يعتقدون أن تأنيق اللغة اللاتينية بكتابتها بخط عادي مثل اللغة الإنجليزية القديمة المسكينة سيفسدها. حسنا، إنني فخور جدا ب «كتابي»؛ لكن ثمة أمرا واحدا يضجرني، وهو أنني لا أميل كثيرا إلى سؤال الناس إذا كانوا قد اطلعوا عليه، وعن رأيهم فيه؛ فإنني أشعر أنني متماه معه بشدة، حتى إن تلك الأسئلة تصير شخصية بعض الشيء؛ لذلك، لا أستطيع أن أخبرك برأي الآخرين. لكنك سترى في دورية «ذا أثانيام» مقالة نقدية جيدة عنه.
يا له من خبر رائع الذي ورد من تاسمانيا! إنه حقا حدث هام ويستحق التقدير للمستعمرة. [إنه يشير إلى منحة طوعية من الحكومة الاستعمارية لتغطية نفقات كتاب السير جيه هوكر، «نباتات تاسمانيا».] إنني دائما ما أشيد قصورا في الهواء بشأن الهجرة، وكانت تاسمانيا مقرا لي مؤخرا؛ ومن ثم، أشعر بفخر شديد ببلدي المختار؛ فذلك الحدث بحق فريد ومبهج للغاية، لتناقضه مع ضعف تقدير العلم في بلدي القديم. أشكرك من كل قلبي على خطابك هذا الصباح، وعلى كل البهجة التي أعطاها لي إهداؤك، لكن لا أستطيع مقاومة التفكير في كم سيزدريك ... لعدم إهداء الكتاب لأحد الرجال العظام، وهو الذي كان سيأتي عليك وعلى الكتاب ببعض الفائدة في نظر العالم. آه يا عزيزي هوكر، لقد كنت شديد الحماقة في هذا الأمر، وبهذا تبرر ما أقوله عن عدم اكتراثك لشهرتك بالقدر الكافي. أتمنى أن أكون مستحقا لرأيك الطيب في من جميع النواحي. الوداع. كم من السار أن تستريح أنت والسيدة هوكر من أعبائكم الكثيرة! ...
الوداع مرة أخرى. لقد كتبت خطابا طويلا جدا. أراك لاحقا، وليباركك الرب.
تحياتي لك هوكر، صديقك إلى الأبد
ناپیژندل شوی مخ