چارلس ډاروین: د هغه ژوند او لیکونه (برخه لومړۍ): په خپلواکۍ سره د چارلز ډاروین د ځانګړنو سره
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
ژانرونه
لم أكن أظن بأنني سأخطو على ساحل أمريكا الجنوبية مجددا. وقد كان اكتشافي لمقدار الحماس الذي تبخر في هذه السنوات الأربع أمرا لا يخلو من الألم. يمكنني الآن أن أسير بهدوء في الغابات البرازيلية، وذلك ليس لأنها غير جميلة للغاية، وإنما أصبحت الآن، بدلا من أن أسعى وراء عقد مقارنات مدهشة، أقارن بين أشجار المانجو المهيبة وأشجار كستناء الحصان في إنجلترا. وبالرغم من أن الأسلوب المتعرج هذا قد أضاع علينا أسبوعين على الأقل، فإنني سعيد به من بعض الجوانب. أعتقد أنه سيمكنني من أن أحمل معي صورة حيوية للمناظر الطبيعية داخل الغابات الاستوائية. سنذهب من هنا إلى الرأس الأخضر، هذا إن سمحت لنا الرياح أو مناطق الركود الاستوائي. ليس لدي سوى أمل ضعيف في وجود تيار مستمر من الرياح القوية، مما قد يشجع القبطان على المتابعة مباشرة إلى منطقة الأزور، وأنا أدعو بإخلاص لوقوع هذا الحدث غير الملائم.
لقد كان خطاباكما يحملان الكثير من الأخبار الجيدة، ولا سيما العبارات التي تقولان إن البروفيسور سيجويك قد استخدمها في الحديث عن العينات التي جمعتها. إنني أقر بأنها مرضية للغاية - وأنا أثق أن جزءا واحدا على الأقل سيكون صحيحا وأنني سأتصرف وفقا للطريقة التي أفكر بها الآن - وهي أن أي شخص يجرؤ على إهدار ساعة من وقته، هو شخص لم يعرف قيمة الحياة. إن مجرد ذكر البروفيسور سيجويك لاسمي يمنحني الأمل في أن يساعدني بتقديم النصيحة لي، والتي أنا في أشد الحاجة إليها في مسائلي الجيولوجية. لا حاجة لي بأن أخبركم أنني أكتب وأنا في سباق مع الزمن؛ إذ يتضح ذلك من هذه الكتابة السريعة المخزية؛ ذلك أنني كنت بالخارج طوال فترة الصباح، والآن، ثمة غرباء على متن السفينة، وعلي أن أذهب وأتحدث إليهم بأدب وكياسة. وثمة أمر آخر كذلك، وهو أن هذا الخطاب سيذهب في سفينة أجنبية؛ لذا، فليس من المؤكد إن كان سيصل أم لا. وداعا يا عزيزتي الغالية سوزان، والوداع إليكم جميعا. إلى اللقاء.
سي داروين
من تشارلز داروين إلى جيه إس هنزلو
سانت هيلينا، 9 يوليو، 1836
عزيزي هنزلو
سوف أطلب منك أن تسدي لي صنيعا. إنني متلهف للغاية على الانضمام إلى الجمعية الجيولوجية، ولست أدري بشأن هذا الأمر لكنني أعتقد أنه يلزم التقدم بطلب الانضمام قبل أن يجري الاقتراع عليه؛ فإن كانت تلك هي الحال، فهلا تكرمت بإجراء الخطوات التحضيرية المناسبة؟ لقد تكرم البروفيسور سيجويك ووعدني بأنه سيقدم الطلب قبل أن يغادر إنجلترا، إن كان في لندن. ويمكنني أن أقول إن الاحتمال لا يزال قائما بأنه قد يفعل ذلك.
ليس لدي سوى القليل جدا لأكتبه؛ إذ إننا لم نر أو نفعل أو نسمع شيئا مميزا منذ فترة طويلة مضت، أما في الوقت الحاضر، فأعتقد أننا، إن رأينا أمامنا عجائب كوكب آخر، سوف نصرخ جميعا في دهشة: يا له من وباء تام! لم يحدث قط من قبل أن غنى أحد من الطلاب أغنية «البيت الجميل» («دولاس دومام») التي تجمع بين الشجن والمرح، بعاطفة أكثر توهجا مما نشعر جميعا بأننا نرغب في غنائها بها. غير أن موضوع «البيت الجميل» برمته، وسرور المرء برؤية أصدقائه، لهو أمر خطير للغاية؛ إذ إنه ولا ريب يجعل المرء كثير الإسهاب أو كثير الصخب. أوه، كم أتوق إلى الحياة الهادئة مرة أخرى، دون وجود شيء واحد جديد بالقرب مني! لا يمكن لأحد أن يشعر بهذا إلى أن يدور حول العالم مثلي على مدى خمسة أعوام بأكملها على متن سفينة ثلاثية الصواري تحمل عشرة مدافع. إنني أعيش الآن في منزل صغير (بين السحب) يقع في قلب الجزيرة، على مقربة شديدة من مقبرة نابليون. تهب الآن عاصفة من الرياح والمطر الغزير مع الصقيع. ولئن كان شبح نابليون يسكن محبسه الكئيب، فإن هذه الليلة ستكون رائعة لمثل هذه الأشباح الهائمة. أتمنى أن أتمكن من التعرف بعض الشيء على الطبيعة الجيولوجية للجزيرة (والتي لم توصف في الغالب إلا بنحو جزئي)، إذا سمح لي الطقس بذلك. وأنا أعتقد أن تركيبها أكثر تعقيدا على العكس من معظم الجزر البركانية. ويبدو غريبا أن تلك الرقعة الصغيرة التي تمثل مركز هذا التكوين المميز من المفترض أن تحمل علامات الارتفاع الحديثة، كما تؤكد النظرية.
ستتابع «البيجل» رحلتها من هذا المكان إلى أسينشان، ثم إلى الرأس الأخضر (يا لها من مناطق بائسة!) ثم بعد ذلك، ستتجه إلى الأزور، ثم إلى بليموث، ثم إلى الوطن. غير أن اليوم الأكثر روعة في حياتي على الإطلاق لن يحل حتى منتصف أكتوبر. وفي يوم من ذلك الشهر، سوف تراني في كامبريدج، حيث سآتي إليك مباشرة أبلغك بحضوري، بصفتك قائد البحرية بالنسبة لي. في رأس الرجاء الصالح، كنا نشعر جميعا بخيبة أمل مريرة لافتقادنا خطابات تسعة أشهر والتي كانت تلاحقنا بين أنحاء العالم. أعتقد أنه كان من بينها خطاب منك؛ إنني لم أر خط يدك منذ وقت بعيد، لكنني سأراك بشخصك قريبا، وذلك أفضل بكثير. ولأنني تلميذك، فواجبك أن تتولى مهمة انتقادي وتوبيخي على جميع الأمور التي أسأت في فعلها، والأمور التي لم أفعلها على الإطلاق، وهو ما سأحتاج إليه كثيرا بكل أسف، لكنني آمل خيرا، وأنا على يقين من أن لدي مشرفا جيدا، وإن لم يكن متساهلا بدرجة كبيرة.
في رأس الرجاء الصالح، حالفني أنا وفيتزروي وافر الحظ في أن ننول تلك الفرصة الرائعة المتمثلة في لقاء السير جيه هيرشيل. لقد تناولنا العشاء في منزله ورأيناه بضع مرات أخرى. وقد كان كريم الطباع للغاية، غير أن سلوكه قد بدا لي مروعا بعض الشيء في بداية الأمر. إنه يعيش في منزل ريفي مريح للغاية، وتحيط به أشجار التنوب والبلوط، وهي كفيلة وحدها بأن تمنحني أجمل أجواء العزلة والراحة في مثل هذا الريف الفسيح. يبدو على الرجل أنه يجد وقتا لكل شيء؛ فقد أرانا حديقة جميلة تزخر بالنباتات البصلية التي تنمو في هذا الإقليم، والتي قد جمعها هو بنفسه، وقد فهمت بعد ذلك أن كل شيء من عمل يديه. إنني بليد للغاية وليس لدي المزيد لأقوله؛ فالرياح تصفر بعوائها الحزين على التلال الكئيبة، ولهذا فسوف أخلد إلى النوم وأحلم بإنجلترا.
ناپیژندل شوی مخ