فيها، ثم قال: سمعت يا أبا الوليد؟ قال: سمعت. قال: فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم، قالوا: وما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا السحر، ولا الكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. فقال: هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم) (١) .
وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين:
-يقول إبراهيم خليل (٢): (يرتبط هذا النبي ﷺ بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح ﵇ في قوله عنه: (ويخبركم بأمور آتية)، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه؛ من طب وفلك