123

وضاعف من فداحة الأمر إقدام دياب على وضع حرابه لينحني تحتها سلطان بني هلال وفارسها حسن بن سرحان وأبو زيد الهلالي سلامة.

وظل السلطان حسن بن سرحان يردد لنفسه في غيظ كظيم: جاء اليوم الذي أصبحنا نحني فيه هاماتنا ورقابنا تحت حراب دياب بن غانم!

بل إن إصرار دياب بن غانم على التمادي في تجبره متشبثا بعدم التخلي عن عرش الزناتي تعويضا عن قتل فرسته الخضراء، أوغر صدر السلطان الهلالي ضده، إلى حد أصبح الاقتتال من جديد بين قطبي التحالف الهلالي من نجديين شماليين ويمنيين جنوبيين أمرا واردا.

واستطاع أبو زيد الهلالي بحنكته ومرونته تأجيل موعد ذلك الاقتتال الذي يخيم بظله الثقيل على الجميع، والذي قد ينشب بشكل رئيسي بين السلطان حسن ودياب بن غانم، خاصة وأن كفة القحطانيين اليمنيين سترجح إذا ما وقعت الواقعة.

فلقد نجح دياب بن غانم خلال فترة حراسته للبوش والمؤخرة في الاحتفاظ بأغلبية قواته دون أية خسائر تذكر، في ذات الوقت الذي تحمل النجديون الخسائر المهلكة التي أوقعها بهم الزناتي وعرب المغرب.

ومما زاد الأمر سوءا أن العلام بن هضيبة تمكن من الإفلات من العقاب والفرار هو وقومه باتجاه المغرب العربي والأندلس، مثيرا الفتن في كل مكان ضد عرب المشرق للأخذ بثأر خاله الزناتي، مجمعا فلول القوات المغربية بالقيروان لاستئناف القتال واسترداد العاصمة قرطاج، فاجتمعوا إلى ملكهم المسمى بالملك «الناحر» شقيق الزناتي خليفة، الذي أرسل للعلام في الأندلس معلنا تأهبه للحرب والنزال.

وكان يونس من أكثر المتابعين لتحركات العلام الخفية وتفهما لمدى أخطاره المهددة، التي أصبحت تنبئ بها الأيام الحبالى بالثأر وتجدد القتال بين الهلاليين وعرب المغرب.

بل إن يونس ومرعي استطاعا تجميع فلول القوات الهلالية، تأهبا لملاحقة العلام أينما كان قبل تفاقم دوره وقواته.

وودع كل منهما حبيبته أحر الوداع، يونس لعزيزة ومرعي لسعدى، تأهبا للخروج بفرسانهما لمطاردة العلام وفلوله على طول المغرب العربي حتى الأندلس.

وبعد رحيل يونس لأداء واجبه انخرطت عزيزة في صفوف المشرفين على رعاية تضميد جراح المصابين من الحرب، سواء كانوا تونسيين أو هلاليين.

ناپیژندل شوی مخ