ب : «يمكنني أن أحدس بما تعنين، ولكني أتوق إلى سماعه بوضوح أكثر.»
ف : «هل تنكر أن فعل المشي هو فعل طبيعي وبشري؟»
ب : «لا أنكر.»
ف : «ولعلك لا تشك أنه الوظيفة الطبيعية للأقدام؟»
ب : «نعم.»
ف : «فإذا كان بوسع رجل أن يسعى على قدميه ويمشي، بينما يفتقد رجل آخر الوظيفة الطبيعية للقدمين ويحاول أن يمشي على يديه، فأيهما يعد حقا أكثر قدرة وقوة؟»
ب : «سليني غير هذا! ومن ذا يشك في أن الرجل الذي يتمتع بوظائفه الطبيعية أكثر قدرة من فاقدها؟!»
ف : «حسن، إن الخير الأسمى هو هدف البشر، أخيارهم وأشرارهم على السواء، فأما الأخيار فيسعون إليه بالنشاط الطبيعي وهو ممارسة فضائلهم، وأما الأشرار فيعمدون إلى تحصيل الشيء نفسه من خلال شهوات شتى ليست بالوظيفة الطبيعية لاكتساب الخير، هل لديك على ذلك تحفظ؟»
ب : «كلا، بل إن مترتباته لواضحة جلية: أن الأخيار أقوياء والأشرار ضعفاء عاجزون.»
ف : «إن توقعك لفي محله، وهو ما ينبئ بأن طبيعتك الآن، مثلما يتمنى الأطباء دائما، ناشطة وقادرة على مقاومة المرض، وما دمت أراك سريع الفهم فسوف أدفع حججي دراكا، انظر مبلغ ضعف الأشرار، الذين يعجزون حتى عن بلوغ ما يقودهم إليه نزوعهم الفطري بل يدفعهم إليه دفعا، فماذا يكون حالهم لو زايلهم هذا العون الكبير القاهر للنزوع الطبيعي، وكفت الطبيعة عن أن ترشدهم إلى الطريق؟
ناپیژندل شوی مخ