284

العين للخليل الفراهيدي محققا

العين للخليل الفراهيدي محققا

ایډیټر

د مهدي المخزومي، د إبراهيم السامرائي

خپرندوی

دار ومكتبة الهلال

وصار باقي «١» الجزء من عصيره ... إلى سَرار الأرض أو قعوره
يعني العصير ما بقي من الرَّطب في بطون الأرض، ويبس ما سواه. وكلّ شيء عُصِر ماؤه فهو عصير، بمنزلة عصير العنب حين يُعصر قبل أن يختمر. والاعتصار أن تخرج من إنسان مالًا بغرم أو بوجه من الوجوه. قال «٢»:
فمن واستبقى ولم يعتصر ... من فرعه مالًا ولا المكسر
مَكسِره لشيء أصله، يقول: منّ على أسيره فلم يأخذ منه مالًا من فرعه، أي: من حيث تفرّع في قومه، ولا من مكسره، أي: أصله، ألا ترى أنّك تقول للعود إذا كسَرته: إنّه لحسن المكسر فاحتاج إلى ذلك في الشّعر فوصف به أصله وفرعه. والاعتصار أن يغصَّ الإنسان بطعام فيعتصر بالماء، وهو شربه إياه قليلًا قليلًا، قال الشاعر «٣»
لو بغير الماءِ حَلْقي شرِق ... كنتُ كالغَصَّانِ بالماء اعتصاري
أي: لو شرقت بغير الماء، فإذا شرقت بالماء فبماذا أعتصر؟ والجارية إذا حرُمت عليها الصلاة، ورأت في نفسها زيادة الشباب فقد أَعْصَرَتْ فهي مُعْصِر، بلغت عصر شبابها. واختلفوا فقالوا: بلغت عَصْرَها وعُصُرَها وعصورَها. قال «٤»
............ ... وفنّقها المراضعُ والعصورُ

(١) في ط وس وعن س (فيما يبدو) في (م): وضاربا في وهو تصحيف والصواب ما في الأصل (ص) وهو ما أثبتناه، ورواية التهذيب تطابقه. وفي اللسان: وصار ما في....
(٢) لم يقع لنا القائل، والبيت في اللسان وفي التاج (كسر) وهو منسوب فيهما إلى الشويعر، والرواية في التاج: ولم يعصر.
(٣) القائل هو (عدي بن زيد) . ديوانه ق ١٧ ب ٥ ص ٩٣. والبيت في التهذيب ٢/ ١٥ وفي المحكم ١/ ٢٦٧.
(٤) لم نقف على القائل. والشطر في اللسان، وفي التاج (عصر) ولم ينسب فيهما. وفنق، أي: نعم. وهذه الكلمة في ط: وقفتها، وفي س: ووقفتها. وفي م: وقضتها وهذا كله تصحيف.

1 / 294