253

خلقا مثلنا ، حتى إن فيهم ابن عباس مثلي. وصدقت هذه الرواية عند أهل الكشف.

قال : وكل ما فيها حي ناطق ، وهي باقية لا تفنى ، ولا تتبدل ، وإذا دخلها العارفون إنما يدخلون بأرواحهم ، لا بأجسامهم ، فيتركون هياكلهم في هذه الأرض الدنيا ، ويتجردون. وفيها مدائن لا تحصى ، بعضها يسمى مدائن النور ، لا يدخلها من العارفين إلا كل مصطفى مختار.

قال : وكل حديث وآية وردت عندنا فصرفها العقل عن ظاهرها وجدناها على ظاهرها في هذه الأرض ، وكل جسد يتشكل فيه الروحاني من ملك وجن ، وكل صورة يرى الإنسان فيها نفسه في النوم ، فمن أجساد هذه الأرض (1).

* وصل

روى محمد بن الحسن الصفار رحمه الله في كتاب بصائر الدرجات ، بإسناده عن هشام الجواليقي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : إن الله مدينة خلف البحر ، سعتها مسيرة أربعين يوما للشمس ، فيها قوم لم يعصوا الله قط ، ولا يعرفون إبليس ، ولا يعلمون خلق إبليس ، نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليه ، ويسألون الدعاء فنعلمهم ، ويسألونا عن قائمنا متى يظهر ، وفيهم عبادة واجتهاد شديد.

لمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مائة فرسخ ، لهم تقديس واجتهاد شديد ، لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم. يصلي الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجوده ، طعامهم التسبيح ، ولباسهم الورع ، ووجوههم مشرقة بالنور ،

مخ ۲۷۳